التصوف بكل لغات العالم :
بعد كتابتي ما كتبته من مناقب الأستاذ محمد البكري المذكور رضي الله عنه رزقني الله وله الحمد والمنة في مدينة بيروت غلاماً من زوجتي الصالحة التقية صفية بنت الماجد المقدام محمد بك السجعان من وجوه مدينة بيروت وذوي البيوت القديمة الكريمة فيها فسميته محمداً ولقبته شمس الدين وكنيته أبا المكارم تبركاً باسم النبي صلى الله عليه وسلم وهو المقصود الأصلي واسم سيدي محمد البكري المذكور ولقبه وكنيته رضي الله عنه وكانت ولادة ولدي المذكور في نصف الساعة الثالثة من ليلة السبت الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة من العام التاسع بعد الثلاثمائة وألف بعد حمل أمه به أربعة عشر شهراً وسبعة عشر يوماً فقد وقع الحمل به يوم الجمعة الرابع من شهر شوال من العام الماضي وقد عرفنا ذلك بجملة علامات وقرائن قوية دلتنا على وقوع الحمل في ذلك اليوم بيقين بحيث لم يبق عندنا في ذلك شك وبعد الحمل به بنحو الأربعة أشهر وهو وقت دخول الروح فيه كما ثبت في الحديث رأت أمه وهي من الصالحات الصادقات فإني ما عهدت عليها كذبة قط رؤيا حق إن شاء الله تعالى وهي أنها رأت في منامها أن الشمس طلعت من مشرقها مشرقة وعلت في السماء مقدار علوها وقت الضحى ثم نزلت وجاءتها ودخلت فيها فتحققت في المنام أنها حملت وأخبرتني بهذه الرؤيا المباركة في صباح تلك الليلة فسررت جداً وكنت عازماً إذا رزقني الله ولداً أن أسميه محمداً وألقبه ناصر الدين لأنه لقب أحد أجدادي فلما قصّت عليّ هذه الرؤيا صممت على تلقيبه شمس الدين وأخبرت بذلك كثيراً من أصدقائي قبل الولادة وبعد إكمال مدة التسعة أشهر التي هي غالب مدة الحمل ظهرت علامات الولادة ثم ذهبت وصارت تذهب وتجيء حتى عجبنا من هذا الحال ولم يزل الأمر كذلك إلى أن ولد في الوقت المذكور ومما يدل على أن هذا المولود سيكون إن شاء الله تعالى من الصالحين الأخيار إني حينما قربت من والدته في المرة التي حملت به فيها كنت أزهد ما كنت في الدنيا وأرغب ما كنت في الآخرة بسبب مرض شديد قصر أملي وضاعف عملي والحمد لله عليه وعلى زواله وقد نص القطب الكبير والإمام الشهير سيدنا ومولانا الشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتبه على أن المولد يكون على الحالة التي كان عليها والده حين نزول النطفة التي تخلق منها وإذ قد وافق وفقه الله سيدي محمداً البكري بالاسم والكنية واللقب وشهر الولادة ذي الحجة أسأل الله الكريم الوهاب أن يوافقه أيضاً بالعلم والعمل والمعارف اللدنية والقبول التام عند الله وعند رسوله وسائر عباده الصالحين بجاهه صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه لا سيما صديقه الأكبر وذريته المباركة خصوصاً الأستاذ المذكور رضي الله عنه وعنهم أجمعين ونفعنا ببكراته آمين. وفي نفسي أن أجمع إن شاء الله تعالى مناقب سيدي محمد البكري المذكور وأحواله في مؤلف مستقل وأنشره تقرباً إليه وإلى جده الصديق وسائر أفراد سلالته الطاهرة رضي الله عنهم أجمعين.