برهانيات كوم / الطريقة البرهانية
عدم قدرة الآباء على توجيه الأبناء في حالات التعرض للتحرش الجنسي مثلا يرجع لتعرض الآباء والأمهات أنفسهم لهذه الأشياء في صغرهم من قبل أشخاص من أقربائهم أو بعض أصدقاء الأسرة ثم لم يجدوا شخصا يهتم بهم ولا آذان صاغية لمشاكلهم ولذلك إذا تعرض أبناءهم لنفس المشاكل تجد رد فعل الكبار على إحدى من حالتين :
الإستحياء من الكلام عما حدث لأنه يذكره بما مضى ويود نسيانه فلا يكترث للضحية ويستخف بالمشكلة حتى يظهر عدم التصديق أو التهوين من شأن ما حدث مما يؤدي بالضحية إلى الشعور بعقدة الذنب وتلازمها هذه العقدة طوال حياتها وتريد أن تشغل نفسها بشئ ينسيها فتصب همها في الأكل مثلا وتظهر عليها البدانة في فترة وجيزة أو تمتنع عن الطعام وتلازم الصمت فيظهر عليها الهزال والعزلة أو محاولة الإبتعاد عن البيت وذلك بالسفر الكثير أو تمضية الوقت في بيت من بيوت الأصدقاء.
أو اعتبار أن ما حدث هو الشئ الطبيعي الذي لابد أن يحدث فيستسلم بكل كلياته ويمارس ذلك اعتيادا وليس رغبة ، مما يؤدي بأن تنفصل روحه عن جسده واحساسه ويظل يتابع مايحدث لجسده كأنه يحدث لشخص آخر وليس له ، كحال بنات الهوى من النساء والمخنثين من الرجال .
أما الحالة الثانية فإن ماحدث للآباء في صغرهم يدفعهم إلى التهور الشديد إذا ما تكرر الحدث مع أبنائهم أو حتى مع أبناء الجيران وذلك لتولد الكراهية الشديدة في داخله من معاناته السابقة فبدلا من أن يوبخ الجاني ويحذره من عدم تكرار تحرشه يقوم بتعذيب الجاني حتى الموت أوقتله وهو في سورة غضبه .
ولذا كان لابد من وقفة لإعادة الحسابات بدلا من الإعتماد على ردود الأفعال التي لاتؤدي إلى حلول للمشاكل بل إلى الدوران في حلقات تكرر المشاكل ذاتها .
إن الحلول التربوية تتأتى بأن ينتبه الآباء والأمهات بأن موافقتهم على مايحدث لأولادهم سواء بغض الطرف أو التهوين لما يحدث لهم ودفن رؤسهم بالرمال إنما هو خروج من دائرة الإنسانية إلى دائرة الحيوانية وبذلك تتغير القيم والأخلاق جيل بعد جيل ويصير الصحيح والسقيم بلا حد فاصل ويصير الباطل حق والحق باطل مع فارق واحد هو أن الجاني قد جنى على الضحية مرة أو مرتين ولكن الأب أو الأم الذي هون عليه ما حدث له بل وأباحه له بلا خجل فأنه يجني عليه كل يوم فجرمه أقبح من الجاني والأقبح من كل ذلك أن يصير ذلك سلوكا يقره المجتمع أو لايجد منه غضاضة ، ونحن في المانيا مثلا إذا ترك الآباء والأمهات أبناءهم يمرون بنفس التجارب المريرة الخاطئة التي مروا بها في صباهم وذلك بدعوى أن ماحدث هو سلوك طبيعي أن تمر الفتاة بتجربة السكر والجنس ، وأن الفتاة إذا ظلت بكرا فلا يوجد شاب يود الزواج بها ، نقول لهم إن ذلك الفكر جديد على بني جنسهم فمازال التاريخ القريب يذكر حين بات دخول الجنود الروس وشيكا إلى برلين فإن آلاف النساء والعذارى قد انتحرا كي لايمس أجسادهم مغتصب .
فعلى الآباء والمربيين في المدارس والمعاهد القرب من الأبناء وخصوصا في فترات النضوج والمراهقة ومتابعة أحوالهم عن قرب في إطار من الصداقة والحديث الودي إذا ماطرأ على تصرفاتهم أي تغيير غير طبيعي .
مثال أن يلاحظ الأب ميل ابنه للسهر مع أصدقاءه واقترابه من السير في طريق يؤدي إلى السكر أو المخدرات وهو الباب الأخطر إلى هاوية الغواية في معاشرة الغانيات وبنات الليل ، فإن استخدم الآباء اسلوب التحذير أو إلقاء الأموار إو التلويح بالمعاقبة فإن الأبناء سوف يظهرون الإنصياع والطاعة ثم مع أصدقائهم يفعلون ما يحلو لهم .
ولكن إذا لم تبدأ مع الأولاد مبكرا قبل وصول سن المراهقة فليس لك من سبيل إلا اللين والصداقة ، فكما فعل أحد الآباء في جلسة ود مع ولده وقال له إذا أردت أن تشرب فلاتذهب مع أصدقاءك في أول جلستهم بل اذهب إليهم متأخرا ، وبالفعل حينما حضر الشاب متأخرا وجد حالهم لايسر فمنهم من تقيأ واثار إشمزاز الجميع ومنهم من أراد التبول فلم يدري باب المرحاض فبال في الصالون وغير ذلك مما جعله ينفر من تلك المناظر ويقلع عن فكرة الشراب .
ومثال الأم التي لاحظت على إبنتها دوام الإهتمام بمرآتها ومكياجها وملابسها تحت مسمى حبها للجمال والخروج مع الأصدقاء للنزهة ، فعلى الأم أن لاتمنعها من الصداقة النظيفة لأنها بجمالها ونضارتها مثل الجوهره التي يحب كل الناس أن يقتنوها بل يستحوذون عليها لأنفسهم ، ولكن تلك الجوهرة إذا سقطت في الطين وتلوثت بالقاذورات فلن يقبل عليها أحد .
ومن حكايات التاريخ العربي القريب أن أما قد لاحظت على إبنتها دوام الإهتمام بجمالها وملبسها وتكرار خروجها مع الأصدقاء وبالطبع لأن الأم هي الأكثر قربا من أحاسيس الفتاه نظرا لمرورها بنفس المرحلة من الشباب والمراهقة جلست مع ابنتها جلسة ودية وأخبرتها بأن هذه المرحلة من العمر هي أهم المراحل التي تتكون فيها شخصية المرأة وان اندفاعها خلف غرائزها قد يهوي بها إلي هاوية تندم عليها باقي عمرها ولكن بعد فوات الآوان وقالت لها أن كل الناس يريدون جسدها ولكن بعد أن يتذوقوا عسيلتها فسوف تفقد جاذبيتها وتفقد إهتمامهم بها ، ثم قالت لها ولنبدأ تجربة مشابهة فأنت تملكين الصوت الجميل للغناء ولتحملي قيثارتك بعد أن ينتصف الليل وتقفين تحت شرفة الملك وتغني حتى إذا خرج الملك في شرفته تظاهري بالإغماء والسقوط على الأرض ولنرى ما سيحدث ، وبالفعل بعد وقت قليل من الغناء خرج الملك في شرفته ليستمتع بهذا الصوت الجميل وبعد أن تفاعل مع هذا الجمال تظاهرت الفتاة بالإغماء والسقوط على الأرض فهرول الملك مسرعا حتى وصل إليها وجلس على الأرض ووضع رأسها في حجره ، وحاول جهده لإستعادة وعيها وفي تلك الأثناء خرجت كل الحاشية من كبار الوزراء إليها لمساعدة الملك ولكن الملك أبى إلا يساعدها بنفسه ، وبعد أن أفاقت الفتاه عادت لتخبر أمها بما حدث فقالت لها الأم لنجرب ذلك في ليل غد أيضا ، وفي المرة الثانية كررت الفتاة غناءها فخرج الملك ليستمتع بغنائها ولكن لما سقطت على الأرض لم يسرع إليها بل أرسل لها كبير وزراءه ، وفي الليلة الثالثة لم يخرج الملك ولا الوزراء لسماع الغناء فقد كانوا مشغولين بسماع مغنية جديدة ذات صوت أجمل ، ولما سقطت الفتاة للمرة الثالثة لم يلتف حولها غير حرس القصر وظل البعض يتناولها بلسان السخرية والبعض الآخر بالأيدي القذرة ، وعادت الفتاة إلى أمها فقالت الأم يابنيتي إن جمالك جذاب ولكن علاقتك مع الرجال ستكون على هذا المنوال يقبل عليك الوجهاء أولا ثم يتناولك الحثالة حتى إذا ذهب جمالك فلن تَجدي من يرغب فيك حتى هذه الحثالة من البشر .
من محاضرات في ألمانيا
الإستحياء من الكلام عما حدث لأنه يذكره بما مضى ويود نسيانه فلا يكترث للضحية ويستخف بالمشكلة حتى يظهر عدم التصديق أو التهوين من شأن ما حدث مما يؤدي بالضحية إلى الشعور بعقدة الذنب وتلازمها هذه العقدة طوال حياتها وتريد أن تشغل نفسها بشئ ينسيها فتصب همها في الأكل مثلا وتظهر عليها البدانة في فترة وجيزة أو تمتنع عن الطعام وتلازم الصمت فيظهر عليها الهزال والعزلة أو محاولة الإبتعاد عن البيت وذلك بالسفر الكثير أو تمضية الوقت في بيت من بيوت الأصدقاء.
أو اعتبار أن ما حدث هو الشئ الطبيعي الذي لابد أن يحدث فيستسلم بكل كلياته ويمارس ذلك اعتيادا وليس رغبة ، مما يؤدي بأن تنفصل روحه عن جسده واحساسه ويظل يتابع مايحدث لجسده كأنه يحدث لشخص آخر وليس له ، كحال بنات الهوى من النساء والمخنثين من الرجال .
أما الحالة الثانية فإن ماحدث للآباء في صغرهم يدفعهم إلى التهور الشديد إذا ما تكرر الحدث مع أبنائهم أو حتى مع أبناء الجيران وذلك لتولد الكراهية الشديدة في داخله من معاناته السابقة فبدلا من أن يوبخ الجاني ويحذره من عدم تكرار تحرشه يقوم بتعذيب الجاني حتى الموت أوقتله وهو في سورة غضبه .
ولذا كان لابد من وقفة لإعادة الحسابات بدلا من الإعتماد على ردود الأفعال التي لاتؤدي إلى حلول للمشاكل بل إلى الدوران في حلقات تكرر المشاكل ذاتها .
إن الحلول التربوية تتأتى بأن ينتبه الآباء والأمهات بأن موافقتهم على مايحدث لأولادهم سواء بغض الطرف أو التهوين لما يحدث لهم ودفن رؤسهم بالرمال إنما هو خروج من دائرة الإنسانية إلى دائرة الحيوانية وبذلك تتغير القيم والأخلاق جيل بعد جيل ويصير الصحيح والسقيم بلا حد فاصل ويصير الباطل حق والحق باطل مع فارق واحد هو أن الجاني قد جنى على الضحية مرة أو مرتين ولكن الأب أو الأم الذي هون عليه ما حدث له بل وأباحه له بلا خجل فأنه يجني عليه كل يوم فجرمه أقبح من الجاني والأقبح من كل ذلك أن يصير ذلك سلوكا يقره المجتمع أو لايجد منه غضاضة ، ونحن في المانيا مثلا إذا ترك الآباء والأمهات أبناءهم يمرون بنفس التجارب المريرة الخاطئة التي مروا بها في صباهم وذلك بدعوى أن ماحدث هو سلوك طبيعي أن تمر الفتاة بتجربة السكر والجنس ، وأن الفتاة إذا ظلت بكرا فلا يوجد شاب يود الزواج بها ، نقول لهم إن ذلك الفكر جديد على بني جنسهم فمازال التاريخ القريب يذكر حين بات دخول الجنود الروس وشيكا إلى برلين فإن آلاف النساء والعذارى قد انتحرا كي لايمس أجسادهم مغتصب .
فعلى الآباء والمربيين في المدارس والمعاهد القرب من الأبناء وخصوصا في فترات النضوج والمراهقة ومتابعة أحوالهم عن قرب في إطار من الصداقة والحديث الودي إذا ماطرأ على تصرفاتهم أي تغيير غير طبيعي .
مثال أن يلاحظ الأب ميل ابنه للسهر مع أصدقاءه واقترابه من السير في طريق يؤدي إلى السكر أو المخدرات وهو الباب الأخطر إلى هاوية الغواية في معاشرة الغانيات وبنات الليل ، فإن استخدم الآباء اسلوب التحذير أو إلقاء الأموار إو التلويح بالمعاقبة فإن الأبناء سوف يظهرون الإنصياع والطاعة ثم مع أصدقائهم يفعلون ما يحلو لهم .
ولكن إذا لم تبدأ مع الأولاد مبكرا قبل وصول سن المراهقة فليس لك من سبيل إلا اللين والصداقة ، فكما فعل أحد الآباء في جلسة ود مع ولده وقال له إذا أردت أن تشرب فلاتذهب مع أصدقاءك في أول جلستهم بل اذهب إليهم متأخرا ، وبالفعل حينما حضر الشاب متأخرا وجد حالهم لايسر فمنهم من تقيأ واثار إشمزاز الجميع ومنهم من أراد التبول فلم يدري باب المرحاض فبال في الصالون وغير ذلك مما جعله ينفر من تلك المناظر ويقلع عن فكرة الشراب .
ومثال الأم التي لاحظت على إبنتها دوام الإهتمام بمرآتها ومكياجها وملابسها تحت مسمى حبها للجمال والخروج مع الأصدقاء للنزهة ، فعلى الأم أن لاتمنعها من الصداقة النظيفة لأنها بجمالها ونضارتها مثل الجوهره التي يحب كل الناس أن يقتنوها بل يستحوذون عليها لأنفسهم ، ولكن تلك الجوهرة إذا سقطت في الطين وتلوثت بالقاذورات فلن يقبل عليها أحد .
ومن حكايات التاريخ العربي القريب أن أما قد لاحظت على إبنتها دوام الإهتمام بجمالها وملبسها وتكرار خروجها مع الأصدقاء وبالطبع لأن الأم هي الأكثر قربا من أحاسيس الفتاه نظرا لمرورها بنفس المرحلة من الشباب والمراهقة جلست مع ابنتها جلسة ودية وأخبرتها بأن هذه المرحلة من العمر هي أهم المراحل التي تتكون فيها شخصية المرأة وان اندفاعها خلف غرائزها قد يهوي بها إلي هاوية تندم عليها باقي عمرها ولكن بعد فوات الآوان وقالت لها أن كل الناس يريدون جسدها ولكن بعد أن يتذوقوا عسيلتها فسوف تفقد جاذبيتها وتفقد إهتمامهم بها ، ثم قالت لها ولنبدأ تجربة مشابهة فأنت تملكين الصوت الجميل للغناء ولتحملي قيثارتك بعد أن ينتصف الليل وتقفين تحت شرفة الملك وتغني حتى إذا خرج الملك في شرفته تظاهري بالإغماء والسقوط على الأرض ولنرى ما سيحدث ، وبالفعل بعد وقت قليل من الغناء خرج الملك في شرفته ليستمتع بهذا الصوت الجميل وبعد أن تفاعل مع هذا الجمال تظاهرت الفتاة بالإغماء والسقوط على الأرض فهرول الملك مسرعا حتى وصل إليها وجلس على الأرض ووضع رأسها في حجره ، وحاول جهده لإستعادة وعيها وفي تلك الأثناء خرجت كل الحاشية من كبار الوزراء إليها لمساعدة الملك ولكن الملك أبى إلا يساعدها بنفسه ، وبعد أن أفاقت الفتاه عادت لتخبر أمها بما حدث فقالت لها الأم لنجرب ذلك في ليل غد أيضا ، وفي المرة الثانية كررت الفتاة غناءها فخرج الملك ليستمتع بغنائها ولكن لما سقطت على الأرض لم يسرع إليها بل أرسل لها كبير وزراءه ، وفي الليلة الثالثة لم يخرج الملك ولا الوزراء لسماع الغناء فقد كانوا مشغولين بسماع مغنية جديدة ذات صوت أجمل ، ولما سقطت الفتاة للمرة الثالثة لم يلتف حولها غير حرس القصر وظل البعض يتناولها بلسان السخرية والبعض الآخر بالأيدي القذرة ، وعادت الفتاة إلى أمها فقالت الأم يابنيتي إن جمالك جذاب ولكن علاقتك مع الرجال ستكون على هذا المنوال يقبل عليك الوجهاء أولا ثم يتناولك الحثالة حتى إذا ذهب جمالك فلن تَجدي من يرغب فيك حتى هذه الحثالة من البشر .
من محاضرات في ألمانيا