برهانيات كوم
سيدنا نوح عليه السلام
سئل الشيخ رضي الله تعالى عنه عن ابن سيدنا نوح عليه السلام وهل كان ابنه حقا؟ فأجاب بأنه كان ابنه حقاً ولم يكن ابن سفاح لأن السفاح لا يكون في بيت النبوَّة، وقال الإمام الرازي: ما زنت امرأة نبيٍّ قط.، وقد كان ابنه حقاً من جهة النسبة الطينية والصورية ولكن لم يكن ابنه من جهة النسبة الدينية والمعنوية، فشرط الإلحاق بالأبوَّة في النعيم هو الاتصاف بالنسبتين الطينية والدينية وقال تعالى {الذين آمنوا واتبعتهم ذريَّتهم بإحسان، ألحقنا بهم ذريَّتهم وما ألتناهم من عملهم من شي}.
وسئل رضي الله عنه عن السفينة ولم وصفها المولى عزَّ وجلَّ فقال: ذات ألواح ودسر ولم يقل سفينة؟ فأجاب رضي الله عنه بأن السفن لم تكن معروفة حتى ذلك الزمان وأن سيدنا نوح عليه السلام كان أول من اخترع السفينة لذا كان قومه يتعجبون ويسخرون منه فلم يعرفوا الشيء الذي كان يصنعُه.ثمَّ سأل السائل عن معنى قوله تعالى {تجري بأعيننا} فأجاب الشيخ: لما وقع الطوفان فُتحت أبواب السماء فكانت مثل أفواه القرب، وفُجِّرت الأرض عيوناً وكلُّ هذا من شانه أن يغرق السفينة، وخاف عليه السلام أن تغرق السفينة في ذلك الطوفان، فتوسَّل برسول الله وقد توسَّل به آدم عليه السلام قبله لما غضب الله تعالى عليه وأهبطه من الجنَّة فتحيَّر زماناً لا يدرى بم ينال رضاه وعفوه ثم قال: (اللهم إني أسألك وأتوسَّل إليك بحبيبك محمد إلا ما غفرت لي. فسأله المولى عزَّ وجل: كيف عرفت أن محمداً حبيبي؟ قال: يا ربِّ لما خلقتني ونفخت فيَّ الروح رفعت رأسي إلى عرشك رأيت مكتوباً عليه: لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، ولما أدخلتني الجنَّة وجدت مكتوباً على بابها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعرفت أنك ما أضفت إلى اسمك إلا اسم أحبِّ الخلق إليك فتوسًّلت به).وقد خلق المولى عزَّ وجلَّ آدم عليه السلام على صورة الاسم محمد فالرأس والعنق تمثلان الميم والحاء تمثل اليدين، والبطن تمثل الميم الثانية، والرجلان الدال، وهذا معنى قوله خلق الله آدم على صورته نعود إلى قصة نوح عليه السلام وتوسَّله بالنبيِّ فإنه لما توسَّل به جاءه جبريل عليه السلام بأربعة مسامير كلُّ مسمار مكتوب عليه حرف العين وهي أوائل حروف أسماء الخلفاء الراشدون وأسماؤهم كلها تبدأ بحرف العين: عبدالله أو عبد الناصر وهو سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم جميعاً وهم عيون الفيوضات الأقدسيَّة الإلهية وفي مقدَّم السفينة على الصاري كتب (أملحلمهد)، وبها استقرَّت السفينة وجرت على وجه الماء وحرَّكتها القدرة الإلهية.
من كتاب قصص الأنبياء لسيدي فخر الدين رضي الله عنه.
من كتاب قصص الأنبياء لسيدي فخر الدين رضي الله عنه.