قصص الانبياء لسيدى فخر الدين : قصة خلق سيدنا آدم

برهانيات كوم / الطريقة البرهانية 

س: سيدنا آدم خلق فى أى مكان؟

مولانا الشيخ: تحت العرش.س: والجنة التى دخلها أى جنة؟مولانا الشيخ: جنة الخلود (اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) الجنان فوق السماوات والعرش سقف الجنان.س: هل فيه حكمة إلهية إن ربنا يخلق سيدنا آدم لواحده وبعدين خلق منه السيدة حواء؟مولانا الشيخ: اللى حصل كده , ولما يشاوروك قول رأيك.لما تبارك وتعالى كتب فى العرش قال (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) الملايكة الفلكيين جبريل وغيره كلهم قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) ربنا قال لهم الكلام ده أنا بأعرفه أكثر منكم , يعنى أنتم كدابين فى دعواكم دى , ليه ربنا ببكت عليهم؟ علشان الملك عادة بيعرف اسم واحد , اى ملك ما يعرف إلا اسم واحد , وما يقدر يحيط بالأسماء أبداً.وبعدين المريد يسلك باسم واحد , بعد ما يسلك باسم واحد يسلك بباطن الأسماء الإلهية , ده اسمه السير إلى الله وده اسمه السير فى الله , لما المريد يقطع عقبات السير كلها التسعة وتسعين بيكون صح فيه قول النبى صلى الله عليه وسلم " ان لله تسع وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " جنة المشاهدة , لما يدخل المشاهده يصلح له يحمد ويترقى إلى الشكر الصغير , وبعدين يمسك فى شكر الشكر اللى ما له آخر , ده كله سلمنا به.فالملايكة لما قالوا (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) ربنا قالهم أنتم ما تقدروا تصلوا إلى موطن التسبيح بالحمد لان التسبيح بالحمد فوق مرتبة الاسم والبنى آدم يقدر يجمع الأسماء , لما يجمع الأسماء يفوق موطن الذكر , تخلق به وخلاص , يمشى إلى موطن الحمد , فوق بكثير , يعنى معناه انتم ما تقدروش تسبحوا بحمدى.وبعد ماشاء الله من الزمن خلق آدم فى الملأ الأعلى , لما خلق آدم , هوا عاوز خليفة , إدى له التجلى بتاع الأسم الله اللى هو من شانه يكون الخليفة , من شان اللى عنده ده يكون الخليفة , خليفة يتصرف بكل الأسماء الإلهية , يعنى يعرف اللى فى قلب ده وده , ومركز ده وده , وكل واحد ومركزه , محيط جامع , فقال (يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ) فلما أنبأهم بأسمائهم (قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا) إحنا الشغلة دى ما نعرفها , كل واحد منا له اسم فقط.ظهور آدم فى الملأ الأعلى طرد إبليس وأدرء الملايكة ونزلهم إلى مواعينهم بعد (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) وده فيه إعتراض بقوا (قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا) وجود الخواجه ضرورى ـ هل فهمتهم؟ربنا كتب فى العرش قال (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) الملايكة قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الملايكه كيف عرفوا وكان آدم لسه لم يخلق؟ التفسير إن الملايكة بيعرفوا غيب الإرادة.وبعدين خلق أبونا آدم فقال (يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ) أسماء هؤلاء , الملايكة عارفين بعضهم , عارفين جبريل وميكائل واسرافيل زى ما إحنا بنعرف بعض , ولم يكن هذا هو التعليم , لكن أبونا آدم قال لجبريل ربنا خلقك من اسمه العليم وسكنك فى الكرسى وستنزل وحى كذا وكذا على ولدى فلان , ووحى كذا وكذا على ولدى فلان , وهذا الأمر جبريل ذاته لا يعرفه , وكذلك ميكائيل واسرافيل وهكذا , فالملايكة خرجوا من عظمة (نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) إلى استصغار (سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا) هذا الشئ مصيبة وبيعرف أشياء لا نعرفها , فالملايكة بيعرفوا الغيب المستتر البعيد وهو غيب الإرادة.وبعدين أبونا آدم وكل الأنبياء لانقدر على معرفة غيب النبى صلى الله عليه وسلم بدليل الحديث " لى ساعة مع ربى لا يسعنى فيها غيره " و " لى ساعة مع ربى لا يسعنى فيها ملك مقرب ولا نبى مرسل ".ربنا قال للملائكة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) مش جعلت , جاعل فى المستقبل فيما بعد , الملائكة قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) طينة آدم ما ذابت , كيف الملائكة عرفوا إن أولاد آدم راح يسرقوا وراح يقتلوا وراح يوسخوا؟ فده غيب بعيد , ما تخصصت المشيئة لسة , مجتش المشيئة لسه فى الإرادة , كيف الملايكة عرفوا؟ وربنا مقال جعلت قال (جَاعِلٌ) جايز بعد 100 سنة , بعد 1000 سنة , لسة ما علمت , راح أجعل بعدين , الملايكة قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) ربنا قال لهم (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).بعد ماشاء اله خلق تبارك وتعالى أبونا آدم (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء) مش أسماء المسميات بمعنى ده محمد وده على وده كرسى وهكذا , دى سهلة ولا حاجه إنما (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء) تجلى عليه بنور الاسم الله , تجلى على روح أبونا آدم بنور الاسم الله وحط فيه نور النبى عليه الصلاة والسلام بالضبط زى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) يعنى ان الاسم الله وملائكة الاسم الله , ومن الباب ده فإن ملائكة كانت مضافين للاسم الله , مثلا لما نقول النور مين؟ حاتقول الله , الرحمن مين , هو الله , المنعم مين؟ هو الله , كل الاسماء تنعت الاسم الله , تجلى عليه بنور الاسم الله , فيه نور النبى عليه الصلاة والسلام , تعلم آدم الاسماء الإلهية ومستلزماتها.لتوضيح ذلك نقول ـ فلان ـ الاسم الخالق خلقه , المصور صوره , المحيى أحياه , السميع سمعه , البصير بصره , إحسب كده بقى , مراد الأسماء , ده لازم يكون مولود من ده فلازم يتولد عنده أب وأم , أبوه ده وأمه ده اللى اتولد ده , مولود من ده وشغال بالإسم الفلانى المتغلب على طبعه.وبعدين أبونا آدم قال يا جبريل , قال له نعم , ربنا خلقك من اسمه العليم الخبير وشغال فيهم , راح تودى كذا وكذا لولدى فلان , وراح تنزل كذا وكذا للدى وكذا وكذا لولدى فلان , جبريل ذاته احتار ولذلك احتروه لأنه حيرهم وكل الملايكة قال لهم كده , الملايكة ذاتهم ما كانوا تعاظموا وقالوا (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) ده موطن عظمة , استصغروا لما ظهر الخليفة فى الملأ الأعلى وقالوا يارب إحنا ما بنعرف حاجه (لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا) لأن ده حد الغيب بتاعهم.

للمزيد من هذه العلوم الرجاء الضغط هنا