-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

السبت، 23 ديسمبر 2017

سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه

سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه
سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه

برهانيات كوم  

سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه


سلطان الأولياء وإمام الأصفياء، وأحد أركان الولاية الأقوياء الذين وقع الإجماع على ولايتهم عند جميع أفراد الأمَّة المحمَّدية من العلماء وغير العلماء وطريقته أعمُّ الطرق انتشارا وأكثرها مريداً وتابعا.

نسبه الشريف


هو أبو محمد عبد القادر محي الدين بن أبي صالح بن يحي الزاهد بن محمد بن داوود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام علم الإسلام سبط رسول الملك العلَّام صاحب الشرف المخلَّد ثاني أئمة أهل البيت سيِّدنا الحسن أبي محمد بن أسد الله الغالب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من زوجه سيدة نساء العالمين السيِّدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم هكذا ساق نسبُه النسَّابة والمؤرخون.


مولده وبلاده


ولد الشيخ عبد القادر رضي الله عنه في عام 740 هـ والمتواتر أنه من بلاد جيلان ويقال لها جيل وكيل وكيلان لذا يسمَّى بالجيلاني والكيلاني والجيلي والكيلي وموطن الشيخ عبد القادر من تلك البلاد بشتير وإليها نسبه الفيروزابادي وهكذا قال الإمام السيوطي رضي الله عنه وصرَّح في (آثار الأزهار) بنسبة الشيخ إلى بشتير بعدما صرَّح بأنَّه من بلاد جيلان وقال الشيخ الشطنوفي في كتابه (بهجة الأسرار) أنَّ الشيخ عبد القادر رضي الله عنه ولد في قريةٍ من بلاد جيلان تسمَّى (نيف) ويظهر أنَّ نيف في الموضع الذي يقال له بشتير في بلاد جيلان ويجوز أن يكون ولد في مكانٍ وتربَّي في غيره.وقال السيد محمد أبو الهدى الرفاعي في (قلادة الجواهر) أن مولد الشيخ بجيلان وهو منسوبٌ إلى جيل وهي وراء طبرستان وهناك ولد في(نيف) قريةٌ منها ويقال أنها أيضاً قريةٌ على شاطيء دجلة على مسيرة يومٍ من بغداد مما يلي طريق واسط وقيل الجيلاني نسبةً إلى جدِّه جيلان.والأرجح أنه تكون جِيل أو جيلان في بلاد العجم لأنه من هنا ظنَّ بعض من ليس له معرفةٌ بالأنساب أنه لم يكن من الأشراف ولكنَّ العلماء المحققين الذين ترجموا له أجمعوا على صحَّة نسبته إلى السبط الحسن رضوان الله عليه والشيخ عبد القادر رضي الله عنه جيلانيُّ الأصل بالإجماع ولو نسب إلى غير بلاده الأصلية لكان أولى البلاد به بغداد موطن هجرته وضريحه.


صفته وشمائله


كان ربعة القوام نحيف البدن عريض الصدر واللحية أسمر مقرون الحاجبين وكان ذا صوتٍ جهوري وسمتٍ بهيٍّ وقدرٍ علي وعلمٍ وفي، وكان صادق الفراسة قويَّ العزيمة والإرادة، عالي الهمَّة شديد التأثير بحاله ومقاله، وقد اشتهر عنه أنَّه كان يتكلَّم عن الخواطر ويعبِّر عمَّا أكنَّته السرائر وهذا ضربٌ من علومه اللدنيَّة، وكان يتوب في مجلس وعظه خلقٌ كثيرٌ لما لكلامه من التأثير واشتهر بذلك حتى أنَّ زاويته ضاقت بمن يحضر مجلس وعظه حتى اضطر إلى القراءة بالخلاء خارج بغداد فكان يجيئه الناس على الخيل والبغال والحمير يقفون بمدار المجلس كالسور وقال بعض المؤرخين أنه كان يحضر مجلسه نحوٌ من سبعين ألفاً يستمعون إليه، يسمعُه البعيد كما يسمعُه القريب قال الشيخ عبد الله النجَّاري البغدادي قال لي الشيخ عبد القادر عن ابتداء أمره (كُنت أُنهى وأُؤمر في النوم واليقظة وكان يغلب عليَّ الكلام ويزدحم في صدري فإن لم أتكلَّم أكاد أختنق فلا أقدر أن اسكت وكان يجلس عندي اثنان أو ثلاثة يسمعون كلامي حتى تسامع الناس بي وازدحم الخلق عليَّ فكنتُ اجلس في المصلَّى بباب الحلبة ثمَّ ضاق الموضع على الناس فحُمل الكرسيُّ إلى خارج البلد) وروي أنَّ الشيخَ كان إذا جلس على الكرسي لا يبصق ولا يتمخَّط ولا يقوم أحدٌ هيبةً له وكان إذا قام من الكرسيِّ قاموا لجلالته.


علومه


اشتغل بعلوم اللغة وآدابها على الشيخ علي بن يحي بن علي التبريزي حتى صار شاعراً وخطيباً من أفصح أهل عصره وأبلغهم، وأما العلوم الشرعيَّة من فروعٍ وأصولٍ ومعقول ومنقول فقد كان فيها من الطبقة العالية، وكان في أول أمره مُشتغلاً بالمذهب الشافعي فرأى الإمام أحمد رضي الله عنه في النوم يقول له: أدرك المذهب يا عبد القادر، وكان المذهب الحنبلي قد ضعف في العراق وكاد يمَّحي، فانبرى الشيخ إلى الاشتغال به تعليماً وتأليفا حتى صار إمام الحنابلة، وقد تفقَّه الشيخ على أبي الوفاء بن عقيل وأبي سعيد المخرَّمي أو المخزومي وسمع الحديث عن أبي بكر أحمد بن المظفَّر ومن غيره ولبس الخرقة على يد القاضي أبي سعيد يعلى بن المبارك بن علي المخزومي ولقي جماعةً من أعيان زهَّاد زمانه واجتمع مع كبار العارفين ببلادالعجم والعراق وروى عنه أبو سعد السمعاني وعمر بن علي القرشي وولداه عبد الرازق وموسى والحافظ عبد الغني والشيخ الموفَّق ويحي بن سعد الله التكريتي، وقد أفرده رجالٌ من الصلحاء بكتبٍ مخصوصة ذكروا فيها مناقبه وأحواله الشريفة وما كان عليه من عظيم المنزلة ورفيع المرتبة، قالوا كان يتكلَّم في ثلاثة عشر علماً وكانوا يقرأون عليه في مدرسته درساً من التفسير ودرساً من الحديث ودرساً من الفقه ودرساً من الخلاف بين المذاهب، وكانوا يقرأون عليه في طرفي النهار التفسير وعلوم الحديث والمذاهب والخلاف والأصول والنحو، وكان يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر وكان يفتي على مذهبي الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهما، وكانت فتواه تعرض على العلماء في بلاد العراق فيُعجبون بها أشدَّ الإعجاب ويقولون: سبحان من أنعم عليه، وكانت له فطنةٌ في حلِّ المشكلات، رفع إليه سؤال في رجل حلف بطلاق الثلاث أنَّه لا بدَّ أن يعبد الله عبادةً ينفرد بها دون الناس لا يشاركه فيها أحد في وقتها، وسأل العلماء ليحلَّ يمينه فعجزوا فأجاب الشيخ عبد القادر على الفور: يأتي الرجل مكَّة ويُخلى له المطاف ليطوف فيه وحده. فبرَّ يمينه بذاك. ولما اشتهر أمره في الآفاق اجتمع مائة فقيه من أذكياء بغداد فجمع كلُّ واحدٍ له مسائل واجتمع إليهم، فلمَّا استقرَّ بهم المجلس أطرق الشيخ فظهرت من صدره بارقةٌ من نور فمرَّت على صدور المائة فمحت ما في صدورهم، فبهتوا واضطربوا واعترفوا فجلس على الكرسي وأجاب الجميع عما أرادوا السؤال عنه وكان أبو الفتح الهروي يقول: خدمتُ الشيخ عبد القادر أربعين سنة فكان في مدَّتها يصلِّي الصبح بوضوء العشاء،وان كلَّما أحدث توضَّأ ثم صلى ركعتين وكان يصلِّي العشاء ويدخل خلوته ولا يدخل عليه أحد وقد اتاه الخليفة يريد الاجتماع به ليلا فلم يتيسَّر له الاجتماع به إلى الفجر.وقال الشيخ بن الأخضر: كنَّا ندخل على الشيخ عبد القادر في الشتاء وقوَّة برده، وعليه قميصٌ واحد، وعلى رأسه طاقيَّة والعرق يتصبَّب منه، وحوله من يروِّحه بمروحةٍ كما يكون في شدَّة الحر.


طريقته في التصوُّف


انتهت إلى الشيخ عبد القادر رضي الله عنه رئاسة التصوُّف في عصره وأذعن له القوم بالإمامة وقد صحب شيوخ الصوفيَّة منذ صغره واتَّصل في جيلان بأجلاَّء شيوخها وهاجر منها إلى العراق في سن الشباب وأشهر شيوخه في التصوُّف الشيخ حمَّاد الدبَّاس وقد لبس الخرقة من يد القاضي أبي سعيد المخرمي أو المخزومي وقد روي سيِّدي عبد القادر قصَّة لبسه الخرقة على يده: قال عاهدتُ ربي ألا آكلَ حتى أُطعَمَ وألا أشربَ حتى أُسْقى ومكثتُ زماناً على هذا حتى دخل عليَّ رجلٌ بطعامٍ وشراب فكدتُ أقع عليه من شدَّة الجوع ثمَّ ذكرتُ عهدي مع الله عزَّ وجلَّ فسمعتُ صارخاً من باطني ينادي: الجوع الجوع.فلم أرتعْ له فاجتاز بي الشيخ أبو سعيد المخزومي فسمع الصارخ فدخل عليَّ فقال: ما هذا يا عبد القادر قلت: هذا قلق النفس أما الروحُ فساكنة إلى مولاها عزَّ وجل. قال لي: تعال إلى باب الأزج، ومضى وتركني على حالي، فقلتُ في نفس ما أخرج من هذا إلا بأمرٍ:، فجاءني أبو العباس الخضر رضي الله عنه فقال لي: انطلق إلى أبي سعيد، فجئته فإذا هو واقفٌ على باب داره ينتظرني، فقال: يا عبد القادر، ألم يكفك قولي لك: تعال.، حتى أمرك الخضر بما أمرتك به، ثمَّ أدخلني داره فوجدتُ طعاماً مهيَّئا فجلس وأطعمني، ثمَّ ألبسني الخرقة بيده ولازمتُ الاشتغال عليه. وقيل أخذ الشيخ أبو سعيد المخزوميعن شيخه أبي الحسن الهكاري عن شيخه أبي الفرج الطرسوسيعن شيخه أبي الفضل عبد الواحد التميمي ، عن شيخه أبي بكرٍ الشبلي عن شيخه سيِّد الطائفة أبي القاسم الجنيد البغدادي ، عن شيخه السري السقطي ، عن شيخه معروف الكرخي عن شيخه داود الطائي، عن شيخه حبيب العجميعن شيخه الحسن البصري . ويروى عنه في مجاهدة نفسه العجب العجاب،قال : مكثتُ خمساً وعشرين سنةً سائحا متجرِّداً في براري العراق وخرابه أصلي العشاء بوضوء الصبح وأصلي العشاء ثمَّ استفتح بالقرآن وأنا واقف على رجلٍ واحدة ويدي في وتدٍ مضروبٍ في حائط حتى أنتهي إلى آخر القرآن في السحر. وقال في المنن: حكي عنه أنَّه قال: ما جلستُ للناس حتى سحتُ خمساً وعشرين سنةً في البراري، وكنت آكل من نبات الأرض وأشربُ من الأنهار.وقال : نمتُ مرَّةً بإيوان كسرى في ليلةٍ باردةٍ فاحتلمت، فقمتُ فذهبتُ إلى الشطِّ واغتسلت، فوقع لي في تلك الليلة أربعين مرَّة وأنا اغتسل، ثمَّ صعدت إلى الإيوان خوف النوم ودخلتُ في ألف فنٍّ حتى استريح من دنياكم. كان في عصره محترماً معظَّما مهيباً موقَّراً حتى أنَّ الخليفة العباسي كان يستأذن عليه وقد استأذن مرَّةً بعد صلاة العشاء فلم يؤذن له لأنَّ الشيخ كان قد دخل الخلوة وكان متى دخلها لا يخرج لأجل أحدٍ ولم يكن يقوم لأحد من عظماء الدنيا،،إذا تحامى استياءَ أحد منهم يأمر بإدخاله في مكانٍ خال ثمَّ يكون هو الذي يدخلُ عليه حتى لا يقومَ له..


وكان يجالس الفقراء ويؤاكلهم ويجاملهم. وقد انتشرت طريقة الشيخ عبد القادر في جميع أقطار الدنيا في بلاد العرب وآسيا خاصَّةً الهند وفي أفريقيا وأوروبا ولأتباعه نشاطٌ كبير في الولايات المتَّحدة الأمريكية.


مصنفات الشيخ عبدالقادر الجيلاني


ذكر بعض من كتب في مناقبه أنَّه ألَّف كتباً مفيدة وليس بين الأيدي من هذه الكتب إلا الكتاب المعروف بـ الغنية)، أما (الفتح الربَّاني) (وفتوح الغيب) فهما مما جمعه بعض تلامذته من المواعظ التي كان يمليها على الناس ويقال إنَّ هناك مخطوطاً في تفسير القرآن ينسب إليه وهو نفيسٌ جدا وقيل إنَّ له كتاباً يسمىَّ (جلاء الخاطر في الباطن والظاهر) وكتاباً يسمى (جواهر الأسرار ولطائف الأنوار).


للمزيد من هذه العلوم الرجاء الضغط هنا





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم