سيرة مولانا الشيخ سيدى فخر الدين كاملة
حصريا على موقع برهانيات كوم
حصريا على موقع برهانيات كوم
- مناقب سيدى فخر الدين : أطوار الرجولية السبعة
- مناقب سيدى فخر الدين : الوردات الإلهية الطازجة
- من كرامات سيدى فخر الدين : بتعملوا حضرة مع الوهابية في بلدهم! يقصد سيكون
مولده رضى الله عنه :
ولد الشيخ محمد عثمان عبده رضي الله عنه بوادي حلفا مدينة في أقصى شمال السودان تقع في الولاية الشمالية على بعد 909 كلم من العاصمة الخرطوم شمالا، و345 كيلو متر جنوب مدينة أسوان بمصر، وتعتبر بوابة السودان الشمالية وأولى مدنه المرتبطة بمصر وتاثرت بالسد العالي.
ولد رضي الله عنه عام 1902م ونشأ بها وبدأ أولى خطوات تعليمه المبارك في الخلوة ، بتعلم القرآن الكريم ، وقد ورد في الحديث الشريف (إن تعليم الأطفال كتاب الله يطفئ غضب الله) ويسبق نور القرآن إلى قلوب الأطفال ليكون أساساً للعمل وضياءً ينير دروب الحياة ويفتح آفاقها.
ثم انتقل إلي المدرسة الأولية فالمدرسة الابتدائية أو المدرسة الوسطى إلى أن أتم السنة الثانية الابتدائية وفارقها لأنها لم ترض طموحه فقد كان ينشد تعليما موسعاً يأخذ عن أهله العلماء العاملين بعلمه، ترك المدرسة ليصحب العلماء في دروسهم الدينية يستوعب ويحفظ ويناقش مشكلات الكتب وغوامض المسائل معهم وسبب هذه الرغبة التي تملأ نفسه وتستحوذ على روحه وعقله إنه سليل بيت معروف بالعلم والصلاح ينتسب إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم تذهب آثار أجداده فيم ذهب من آثار العلماء بل كانت محفوظة يتوارثها أهله كابرا عن كابر وقد كانت جدته لأبيه خازنة الكتب التي أوصى بها جده السيد الشيخ عبد الرحمن بلال ، فما كاد يتعلم الكتابة حتي أبلغته وصية جده وسلمت إليه كتب الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية الحاوية لأذكار الطريقة وآدابها وأحوال السائرين بها إلى الله، وأسرار التصوف، وكان يتمسك ببعض المأثور من ذلك تعبداً وتأدباً مع أهل العلم ومشايخ الطريق ومن بين المشايخ أستاذه الذي أخذ عنه العهد السيد الشيخ عثمان حامد عبد الباقى وهو من أهل القدم الراسخ والتمكين والسند المتصل إلى السيدأحمد عربي الشرنوبي ·
حيث أخذ عن السيد أبي زيد علي يونس عن السيد عبد الرحمن علي بك عن السيد محمد هارون المصري عن السيد الأستاذ البهي عن السيد إبراهيم صالح الحافي عن السيد علي الشرنوبي عن السيد أحمد عربي الشرنوبي صاحب تائية السلوك وشيخ السادة الشرنوبية وهم بيت من بيوت الطريقة البرهانية وانتماؤهم إلى قطب الأقطاب وقدوة أهل الله السيد إبراهيم الدسوقي. وما كادت تظهر عليه ملامح النجابة والأهلية التامة لأعمال الطريق ، ذكراً ومحبة وإرشاداً وعملاً صالحاً لأهل الطريق السالكين، وعلماً ظاهراً لأهل الشريعة الطالبين وإدراكاً لنهايات الأولياء والصالحين بادر شيخه السيد عثمان حامد عبد الباقي إلى اصطحابه معه في رحلة للتعبد بجبل الأولياء ليكون فارغ القلب خالي النفس من كل شيء إلا ذكر الله وعبادته الخالصة ، حتى لاحت عليه الإشارة ، وتواردت عليه في اليقظة والمنام واردات البشارة وعند ذلك فارق جبل الأولياء بعد أن قضى زمناً في التعبد في مغارته التي لم تزل أثراً باقياً يزار فيه محرابه ـ والتعبد سنة السيد إبراهيم الدسوقي الذي روى أنه لم يخرج من خلوته إلا ليلة وفاة والده سيدي عبد العزيز أبي المجد ـ ويرى في الغار أثر سجادته. عاد الشيخ إلى مسجد الخرطوم الكبير للدراسة والإفادة من العلماء العاكفين على تدريس كتب الفقه والتوحيد والحديث والتفسير وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشمائله. وما زال مجتهداً مع ذلك في التعبد والقيام في الليل والصيام في النهار، وقد أدرك إدراكاً تاماً أن طريق الله يتحتم فيه الإرشاد فلا بد للسالك من خبير امتثالاً لقوله تعالى {الرحمن فاسأل به خبيراً} (الفرقان 59).
وقوله تعالي {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (النحل 43).
كان ذلك من خواطره في يقظته ومنامه حتى شغله عن الأوراد والأذكار. وما كاد يمضى وقت طويل حتى قدم على المسجد الكبير بالخرطوم عالم جليل وولي عارف بالله يسأل عن الشيخ محمد عثمان عبده لم يطلب أحداً من الطلاب أو العلماء غيره فانقطع إليه الشيخ ولزمه ، لا يخرج أحدهما من المسجد إلا لضرورة ، وقدمكث معه ثمانية أشهر فارقه بعدها مودعاً وقال له: (إنتهى ما جئت إليه بأمر من الشيخ صاحب الطريقة وأنت بعدها لا تحتاج لشيْ سوى زيارة أولياء السودان ليعرفوك وتعرفهم)
إقامته في مدني
تقع مدينة #ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة على مسافة 186 كلم جنوب الخرطوم، وتتميز بموقعها الجغرافي في وسط السودان حيث تقع على الضفة اليسرى من النيل الأزرق وتعتبر منطقة التقاء طرق حيث تربط مابين الخرطوم وبقية ولايات السودان المختلفة وميناء السودان الأول ببورسودان وهي منطقة سياحية.
إستجابة لوصية المرشد إتجه رضي الله عنه إلى مدينة ود مدني ليقيم بعض الوقت مع خاله السيد محمد عثمان #أبوتيشن ، وفي هذه الفترة أخذ يتصل بمشايخ الطريقة القادرية بأبي حراز وطيبة وعمارة الشيخ التوم والشكينيبة. أقام علاقات طيبة قائمة على المعرفة بأصول الطريق ومراتب الرجال وأحوال أهل السلوك وهو يلازم في جد وإجتهاد أذكار طريقته البرهانية ،ويحضر معهم في صفاء ومحبة حلقات الذكر ويشارك في إصلاح المريدين بمعرفته إذا دعي إلى ذلك. واشتهر عندهم بـ (فقير البحر) ثم عاد إلى الخرطوم ، لا يشغله هم سوى اتصال العلاقات بينه وبين أهل الذكر العارفين بالله الذين يجتمع في ساحاتهم المريدون وتقام في مساجدهم شعائر الله تعالى وأشهرهم في ذلك الوقت الشيخ #قريب الله أبا صالح الطيبي السماني الخلوتي رضي الله عنه. وقد صحبه كواحد من مريديه ، رغم العلاقات الخاصة القائمة على معرفة كل من الشيخين بأخيه مرتبةً وإدراكاً لعلوم الدين الواردة على لسان الشرع نصاً وظاهراً وتأويلاً وفيه أنشد الشيخ قريب الله قصيدته المشهورة:
يسير بك المهيمن سير سر إلى ملكوته غيب الخفاء
وتجلس في بساط العز تبدو عليك من التقى حلل البهاء
وفيها بشارة كبيرة للشيخ وإشارة لانتشار طريقته في كل مكان
وفي حوالي سنة 1933م انتقل إلى #عطبرة و عَطْبَرَة مدينة الحديد والنار تقع في ولاية نهر النيل بالسودان، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 310 كيلو متر وهي مركز صناعي واستقر رضي الله عنه بها وبدأ في دعوة الناس إلى الطريقة ، وإرشادهم فيها وتدريسهم من الفقه ما يلزم للعبادة، ومن التصوف ما يفتح مغلق العبارات ويحل الرموز والإشارات في كتب الجيلي ومحي الدين بن العربي وأشعار ابن الفارض وكلمات شيخ الطريقة قدوة أهل الله السيد إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه. وقبل أن يؤذن له في الإرشاد كانت الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية لا ينتسب إليها إلا القليل من العلماء يعرفون أذكارها ويعملون بوصايا صاحب الطريقة ،ولا يأذنون في ذلك إلا لذوي الخدمة الدينية النافعة للمسلمين كتعليم العلم أو التأليف في أحد فنونه أو تعليم القرآن لأولاد المسلمين.
ومن ثم كانت تنتقل من واحد إلى واحد سراً مكتوماً مستوراً عن عامة الناس مع ظهور شيخها السيد إبراهيم القرشي الدسوقي وسيرته في توسلات الطرق الصوفية الأخرى وكتب المناقب وطبقات الأولياء.
وفي عطبرة ومنها أشرقت شمس الإرشاد وأصبحت الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية منهلاً عذباً روياً يرد إليه كل ظامئ إلى ذكر الله وإلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يزل أصحابه ينشرون في البلاد المختلفة أذكار الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية ، وينشؤون الزوايا ويغرسون تعاليمها في القلوب ، حتى قامت بفضل الرباط الوثيق دور الطريقة وزواياها ودخلت أفواج من غير المسلمين في الإسلام ،عن إيمان عميق بأنه المصدر لخير الناس وإسعادهم في دنياهم وآخرتهم وتثرية أفكارهم وتزكية نفوسهم وتطهير قلوبهم {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} (الشمس 9) وقد جالس الشيخ كثير من مشاهير العلماء والأدباء والفلاسفة في زياراتهم لمصر وتعجبوا من علمه وجوابه الحاضر في كل فنون العلم وربطها بآيات القرآن والأحاديث الشريفة وكان كلما سأله الناس عن مصادر علومه أجاب بقوله رضي الله عنه: (واتقوا الله ويعلمكم الله).
ويستشهد بقول بعض الحكماء: (من تعلم ما في السطور وجهل ما في الصدور فقد خفيت عنه جميع الأمور).
وقد أراد السيد إبراهيم الدسوقى وللأولياء ما يشآؤون عند ربهم أن يكون نشر طريقته بيد مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه فكان له ما أراد،
كان مولانا الشيخ آنذاك يتنقل بين حلفا وبورتسودان وعطبرة ومدني وفي نفس العام 1944 انتقل إلى الخرطوم وسكن في بادي الامر مع ابن الطريقة ابراهيم بهلول في بيوت النقل النهري وحاليا هذا المكان مدخل كبري ألمك نمر ببحري ثم انتقل يسكن بقرب حديقة القرشي كان معه اخونا عبده سبيكة و شيخ علي كنده خدام الشيخ، ثم انتقل رضي الله عنه إلى منزل غرب حديقة القرشي( علماً بأن المنزل مازال موجود ولم يسكن منذ ذلك الوقت )..وفي هذا المنزل كان معه رضي الله عنه مولانا الإمام الشيخ إبراهيم رضي الله عنه وعبده سبيكة وعلي كنده..
وكانت في فترة النهار تأتي امرأة تدعى مرمر لكي تخدم مولانا رضي الله عنه في غسل للملابس وتنظيف للمنزل..
وشهد ذلك المنزل حضور كل من محمد ابايزيد ومحمد صادق وثالث أيضاً يدعى محمد ؛ وكانت أعمارهم حوالي 13 سنة . وفي بداية الخمسينات مرضت السيدة عائشة رضي الله عنها والدة مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه ، فأحضرها مولانا رضي الله عنه من وادي حلفا لتقيم عند شقيقتها في الحلة الجديدة وكان قد جاء برفقتها أبنائها الكرام شيخ سيدأحمد وشيخ الشاذلي وستي فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، ثم انتقلت ستي عائشة رضي الله عنها إلى الرفيق الأعلى.
وفي نهاية هذا العام اشترى منزل الخرطوم 3 جوار مسجد عبد المنعم واستقرَّ به منذ ذاك الوقت مع أبناءه وهم الشيخ إبراهيم والسيدة فاطمة وشيخ سيد أحمد وشيخ شاذلي وأمهم هي السيدة عائشة رضوان الله عليها· أما شيخ علي و شيخ حسين وشيخ عبد السلام والسيدة آسيا حفظهم الله فقد ولدوا في هذا البيت بالخرطوم (3) وأمهم هي السيدة زينب شقيقة السيدة عائشة ، التي انتقلت الي ربها بنفس البيت بعد طول خدمة للطريقة.
بدأ الشيخ محمد عثمان عبده رحلة الإرشاد في هذا البيت وامتدت هذه الفترة الى اكثر من ثلاثة وعشرون عاماً وهو موافق لعمر الدعوة النبوية وهذا من عجيب الموافقات·
كان الشيخ يقيم الدروس بصفة منتظمة وكان يوصي المريدين في دروسه بالاهتمام بالفقه، وقد درس الفقه في مدني على يد رجل يسمى عبد الله حاج حامد ثم واصل دراسة الفقه في مسجد الخرطوم الكبير وقد روى أنه كان يعيد دروس فقه العبادات طلباً للكمال والإتقان وكان يحثُّ مريديه على إتقان الوضوء والصلاة- وفي غسل اليدين يوصيهم بالحرص على إدخال الماء بين الأظافر ومسح وتر الأنف والشفتين عند غسل الوجه.
وبلغ من اهتمامه بالفقه أنه عيَّن أستاذاً للفقه من الجبرتة اسمه إدريس كان يدرِّس فقه العبادات للإخوان ثم كلَّف فقيهاً يسمى محمد عبد الغني كان يدرِّس مذهب الإمام مالك من كتاب ''أقرب المسالك '' وكان الشيخ رضي الله عنه يجلس في الدرس ويمسك بكتابه ويتابع الدرس وكلما فرغ الرجل من باب العبادات وأراد أن يدخل في باب البيوع طلب منه الشيخ مرة أخرى أن يعود إلى باب العبادات وألا يتجاوز هذا الباب حرصا منه على تعلُّم الإخوان الفقه الذي هو لازم لصحة العبادة وقبولها وكان يوصي بالتمهُّل والتأنِّي في تسبيحات الصلاة عند الركوع (سبحان ربي العظيم) وعند السجود(سبحان ربي الأعلى) .
وكان كثيراً ما يستشهد بالقول المأثور
(من تفقَّه ولم يتصوَّف فقد تنقَّص ومن تصوَّف ولم يتفقه فقد تزندَّق ومن جمع بينهما فقد تحقق)
وكان هذا هو منهجه الراسخ التفقه ثم التصوف.
لم يكن الشيخ في دعوته للطريقة يلجأ إلى الكرامات وكان ينتهج منهج الشريعة وكان يحثُّ على الاستقامة والمحبة محبة آل البيت والأولياء ويحث على الصفاء ''فالحب كنز والصفا مفتاح''.
وكان لا يحب ذكر الكرامات والحديث عنها ولكن كثيراً من مريديه دخلوا الطريقة بالرؤيا المنامية إذ كان الشيخ يأتيهم في الرؤيا ويأمرهم بالتوجه للزاوية وأخذ الطريقة·
وبعضهم كان يأتي وفي نيَّته أن يسأل سؤالاً فيمنعه الحياء أو كثرة الناس حول الشيخ فيجيب الشيخ على سؤاله، أو يخطر بباله خاطر فيكاشفه الشيخ بذلك.
- مناقب سيدى فخر الدين : سنجك شاطر
- مناقب مولانا الشيخ ابراهيم : شفت عملوها كيف؟ امرهم كله عجب
- مناقب سيدى فخر الدين : لا في شيخ و لا في مريدين
تعليقات: 0
إرسال تعليق