-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الثلاثاء، 26 مارس 2019

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا )
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا )


موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) التّاريخ : الجمعة 23 شوال 1407 هـ = 19 يونيو 1987 م عَدَد الأبيات : 23


1- مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا *** إِنَّمَا الأَحْبَابُ آيَاتٌ بِهِ
2- مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ حَضْرَةٌ *** قَابَ قَوْسَيْهَا الْهُدَى لاَ يَنْتَهِي
3- كَانَ مِنْهَا كُلُّ عِلْمٍ سَابِقٍ *** بَلْ مَذَاقاً كُلُّ غَوْثٍ يَشْتَهِي
4- يَشْتَهِيهَا كُلُّ عَبْدٍ مَالِكٍ *** قَائِمٍ بِالْحَقِّ دَوْماً لاَ يَهِي
5- قَائِمٍ بِالأَمْرِ قَوَّامٍ بِهَا *** مُلْكُ رَبِّ النَّاسِ مَمْدُودٌ بِهِ
6- إِنْ تَدَلَّى عِلْمُهَا مِنْ قَابِهَا *** أَسْكَرَتْنَا فِيهِ سُكْرَ الْمُولَهِ
7- لَوْ تَجَلَّتْ لاَ عَلَيْنَا بَلْ لَنَا *** مِنْ تَجَلِّيهَا نَوَالُ الْمُكْرَهِ
8- سِيقَ مِنْهَا بَلْ إِلَيْهَا كَامِلٌ *** يَبْتَغِي مِنْهَا كَمَالاً مَا بِهِ
9- قَامَ فِيهَا مَنْ أَظَلَّتْهُ بِمَا *** نَالَ مِنْهَا بِالْهُدَى مِنْ مِثْلِهِ
10- كُلُّهُمْ أَمْثَالُهَا لَكِنَّهَا *** نَزَّهَتْهُمْ عَنْ مَثِيلٍ مُشْبِهِ
11- كُلُّ جَمْعٍ قَامَ فِيهَا وَاحِدٌ *** لاَ شَرِيكٌ بَلْ فَنَى فِي نَفْسِهِ
12- مَا عَلَيْهِمْ أَوْ لَدَيْهِمْ غَيْرُهَا *** قَدْ أَعَادَتْهُمْ لِبَدْءِ الْمُنْتَهِي
13- وَاسْتَقَامُوا كُلُّهُمْ آحَادُهَا *** يَوْمَ كَانُوا وَاحِداً فِي مِثْلِهِ
14- مَا أَبَوْهَا كُلُّهُمْ أَوَّابُهَا *** يَسْتَمِدُّونَ الْهُدَى مِنْ أَصْلِهِ
15- كُلُّ مَنْ فِيهَا يُسَمَّى أُمَّةً *** يَسْتَقِي فِيهَا الْهُدَى مِنْ ضِدِّهِ
16- إِنْ يَكُنْ مِنْهُمْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ *** فِي لِبَاسِ الْعِزِّ مَعَ أَتْرَابِهِ
17- أَوْ يَكُنْ فِيهَا وَلِيٌّ كَامِلٌ *** قَائِمٌ فِي عِزَّةٍ مِنْ جَدّهِ
18- كُلُّهُمْ فِيهَا جَلِيسٌ وَاحِدٌ *** فِي اسْتِوَاءٍ خَتْمُهُ فِي بَدْئِهِ
19- كُلُّهُمْ مِنْهَا سُقُوا مَخْتُومَهَا *** بَلْ كَذَاتٍ تَائِهٍ فِي صِرْفِهِ
20- كُلُّهُمْ فِيهَا عَزِيزٌ وَاحِدٌ *** بَلْ أَمِينٌ آمِنٌ فِي سِرْبِهِ
21- إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ آيَاتُهَا *** مَا لَهُمْ مِنْ غَالِبٍ فِي حِزْبِهِ
22- كُلُّهُمْ فِيهَا صُدُورٌ أُودِعَتْ *** مِنْ عُلُومِ اللَّهِ مَا خُصَّتْ بِهِ
23- بِالْعَطَايَا أُثْقِلَتْ أَجْيَادُهُمْ *** ذَاكَ عِلْمٌ كَشْفُهُ فِي حَجْبِهِ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 1: مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا *** إِنَّمَا الأَحْبَابُ آيَاتٌ بِهِ

المعني:
مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا: مَا النافية مع إلا الاستثنائية, تفيدان الاستثناء و الحصر, كِتَابُ اللَّهِ: الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً, وهو الكتاب (الألف) الجامع للكتب المفصلة والمجملة والمطولة والمختصرة، المشار إليه بقوله تعالي: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) 1-2 البقرة, جَمْعُنَا: جمع الأئمة الرؤساء, جمع الجمع, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
إِنَّا بِجَمْعِ الْجَمْعِ كُنَّا عُصْبَةً *** وَإِمَامُ هَذَا الْجَمْعِ أَوَّلُ كَاتِبِ (1 ق 54)
إِنَّمَا الأَحْبَابُ: إِنَّمَا: تفيد الحصر, الأَحْبَابُ: هم السادة الرؤساء, السبع المثاني و الرسل و الخلفاء الأقطاب, قال رضي الله عنه:
الرُّسْلُ وَالتَّنْزِيلُ مِنْ آيَاتِهَا *** وَالدِّينُ وَالتَّمْكِينُ مِنْ مَخْزُوِنِهَا (18 ق 95)
آيَاتٌ بِهِ: آيَاتٌ: علامات دالة علي الله, بِهِ: بكتاب الله (كتاب الألف), و في وصف سيدنا عيسي عليه السلام, قال الله تعالي: (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ) الآية 21 مريم, و كذلك كلّهم آيات بمعني الدلالة علي الله تعالي

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 2: مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ حَضْرَةٌ *** قَابَ قَوْسَيْهَا الْهُدَى لاَ يَنْتَهِي

المعني:
مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ: مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا: مَا النافية مع إلا الاستثنائية, تفيدان الاستثناء و الحصر, كِتَابُ اللَّهِ: الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً جَمْعُنَا: جمع الأئمة الرؤساء, جمع الجمع, وهو الكتاب (الألف)
حَضْرَةٌ: الحضرة هي: أي موطن من مواطن القرب والمشاهدة، تُسمي باسم اختصاصها, و هنا هي حضرة القرب, أشار إليها الشيخ بكلمة (آنَسْتُ), دليلاً علي موطن القرب, قال رضي الله عنه:
فِي كِتَابِ اللَّهِ قَدْ آنَسْتُ نُوراً *** كُلُّ آيٍ خَبَّأَتْ سِرّاً كَبِيرَا (1 ق 63)
قَابَ قَوْسَيْهَا الْهُدَى: قَابَ قَوْسَيْهَا: القرب, القاب هو مقبض القوس, الآية: (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) 9 النجم, الْهُدَى: موطن الهُدي من الحيرة, الضلال, قبل تجلّي الذّات, قال تعالي: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) 2 البقرة
لاَ يَنْتَهِي: لاينتهي, هي الممدة للهدي في كل المراتب و الأحوال

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 3: كَانَ مِنْهَا كُلُّ عِلْمٍ سَابِقٍ *** بَلْ مَذَاقاً كُلُّ غَوْثٍ يَشْتَهِي

المعني:
كَانَ مِنْهَا: كَانَ: حصل, مِنْهَا: مِنْ: حرف لابتداء غاية مكانية, الضمير (هَا) إشارة إلي الحضرة, كتاب الله أو جمع الجمع
كُلُّ عِلْمٍ سَابِقٍ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, عِلْمٍ سَابِقٍ: ما خطّ القلم - و هو العقل الأول - في اللوح المحفوظ, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَإِنَّ عُلُومَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ كُلَّهَا *** أُطَالِعُهَا مِنْ قَابِ قَوْسِ الْحَظِيَرةِ (167 ق 1)
بَلْ مَذَاقاً: بَلْ: حرف للإضراب, أي: الانتقال من وصف إلي وصف أدقّ و أخطر, مَذَاقاً: أي: بَلْ كَانَ مِنْهَا مَذَاقاً, و المذاق هو الطعم و هو أول ما يُتلذذ به, أي: من تجلّيات الحضرة, و قد قيل:
من ذاق طعم شراب القوم يدريه *** ومن دراه غدا بالروح يشريه
كُلُّ غَوْثٍ: الغَوْثُ الخليفة قطب الزمان و صاحب الوقت, و هو محل تجلّي الأسماء الإلهية, يسُمّي الغَوْثُ حين يكون الوقت يعطي الالتجاء إلى غياثته, و قد قيل:
لواء غوثية الأكوان في يده *** وخلعة العز والتحكيم عاليه
يَشْتَهِي: يَشْتَهِي الشئ يَحَبَّه و يرَغِب فيه, الآية: (يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) 71 الزخرف

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 4: يَشْتَهِيهَا كُلُّ عَبْدٍ مَالِكٍ *** قَائِمٍ بِالْحَقِّ دَوْماً لاَ يَهِي

المعني:
يَشْتَهِيهَا: يَشْتَهِي الشئ يَحَبَّه و يرَغِب فيه, الضمير (ها) يعود علي الحضرة, أي: كتاب الله, جمع الجمع
كُلُّ عَبْدٍ مَالِكٍ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, عَبْدٍ: متحقق بالعبودية, مَالِكٍ: لغةً: مَلَكَ يَمْلِكُ مُلْكَاً فهو مالك: ملك الشيء: استولى عليه وكان في قدرته أن يتصرف فيه بما يريد, و عند أهل التحقيق من له الرئاسة المطلقة للزمان, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَمَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ مَنْ دَامَ مُلْكُهُ *** أَفَاضَ عَليَّ خِلْعَةَ الْمَالِكِيَّةِ (224 ق 1)
و قال رضي الله عنه:
وَيَا جُدَدَ التَّوْحِيدِ هَلْ تَعْرِفينَنِي *** أَنَا بِيَمِينِ اللَّهِ لِلْمُلْكِ مَالِكِ (20 ق 10)
قَائِمٍ بِالْحَقِّ دَوْماً: قَائِمٍ بِالْحَقِّ: الحافظ للحقّ المتمسك به, الحقّ العدل, قال تعالي: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) 18 آل عمران, دَوْماً: ظرف زمان (الاستمرارية)
لاَ يَهِي: لاَ يضعف, أي: صاحب عزم, قال رضي الله عنه:
صَاحِبُ الْعَزْمِ وَاحِدٌ لاَ بِعَزْمٍ *** مَا إِلَى غَيْرِهَا يَجُوزُ انْثِنَاءُ (14 ق 88)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 5: قَائِمٍ بِالأَمْرِ قَوَّامٍ بِهَا *** مُلْكُ رَبِّ النَاسِ مَمْدودٌ بِهِ

المعني:
قَائِمٍ بِالأَمْرِ: القائِمُ بالأمر، الحافظ له المتمسك به, الأمر: الخلافة, (وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا) 75 (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) 18 آل عمران
قَوَّامٍ بِهَا: قَوَّامٍ: مُممد و متصرّف, بِهَا: الباء للوسيلة أو الواسطة, أي: بواسطتها, يعني حضرة جمع الرؤساء, (كتاب الله), قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) 135
مُلْكُ رَبِّ النَاسِ: عالم المُلْكُ: هو الأرضين السبع و السموات السبع و البحار السبع و الأرياح السبع, رَبِّ النَاسِ: المُربّي للناس, موطن الرّبوبية, تربية الخلق من أرزاقهم و غيره, سورة النّاس: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ) صدق الله العظيم
مَمْدودٌ بِهِ: بِهِ: الباء للوسيلة أو الواسطة, أي: بواسطته, يعني العَبْدَ المَالِك, أي: هو واسطة العطاء للملك, الآية: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا) 20 الإسراء

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 6: إِنْ تَدَلَّى عِلْمُهَا مِنْ قَابِهَا *** أَسْكَرَتْنَا فِيهِ سُكْرَ الْمُولَهِ

المعني:
إِنْ تَدَلَّى عِلْمُهَا مِنْ قَابِهَا: إِنْ: شرطية بمعني إذا, تَدَلَّى: نزل درجة من علوٍ, عِلْمُهَا: علم حضرة كتاب الألف, جمع الرؤساء, مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, قَابِهَا: القاب مقبض القوس, مكان القرب, الضمير (ها) يعود علي الحضرة, قال تعالي: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) 8-9 النجم
أَسْكَرَتْنَا فِيهِ: أَسْكَرَتْنَا: السُّكْرُ: نقيض الصَّحْوِ, وأَسْكَرَهُ الشَّرَابُ، غيّبه عن الحِسّ, أَسْكَرَتْنَا, التاء تعود علي الحضرة, فاعل السّكر, و نا المتكلم إشارة للجمع, أهل الحضرة, فِيهِ: ظرفية أي: يكون مكان سُكرنا هو علم الحضرة, حانة السُّكر
سُكْرَ الْمُولَهِ: الْمُولَهِ: الذي وصل درجة الوَله من الحُبّ, و هو من آخر مراحل الحُبّ, يجعل صاحبه يهذي باسم الحبيب و لا يجد فرقاً بينه و بينه, كما قال السادة الأكابر (إن غبتُ بدا و إن بدا غيّبني), قيل في ذلك:
ولاَ تَظُنْ َوَلَهي هذا بغَانيةٍ *** رُعْبُوبُةٍ من بنات التُركِ أهْواها
بَلْ من مَعَانٍ عن الأغيارِ فاحتَجَبَت *** تَبدُو لمن نفسُهُ باللهِ أغنَاها

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 7: لَوْ تَجَلَّتْ لاَ عَلَيْنَا بَلْ لَنَا *** مِنْ تَجَليهَا نَوَالُ الْمُكْرَهِ

المعني:
لَوْ تَجَلَّتْ: لَوْ: شرطية بمعني إذا, تَجَلَّتْ: ظهرت, التّجلّي يعني كشف أنوار غيوب حضرة من الحضرات لأهل الحضرة, فيصر ما كان غيباً من غيوبها شهادةٌ لديهم, و الإشارة إلي حضرة كتاب الألف
لاَ عَلَيْنَا بَلْ لَنَا: لاَ عَلَيْنَا: تتجلّي علي الشخص يعني تخلع خلعتها عليه, بَلْ: للإضراب أي اختيار وصف أدقّ, لَنَا: لام التخصيص أي: خصّتنا بتجلّيها, قال تعالي: (فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسى صَعِقاً) 143 الأعراف, و الفرق أن (تجلّت علي) لا تفيد الشهود إنما البدلية و التمثيل, يصبح هو ذات الحضرة, و (تجلّت ل) تفيد التمكين من الشهود و الإرفاد بالعطاء, لأن هذه الحضرة ليس بعدها و لا مثيل لها, لا تتكرر في غيرها
مِنْ تَجَليهَا نَوَالُ الْمُكْرَهِ: مِنْ: بسبب, تَجَليهَا: ظهورها, أي: الحضرة, نَوَالُ: النّوال الحصول علي الشئ, الْمُكْرَهِ: من الكُرْهُ، المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها, حصول العطاء فوق الطاقة, شدة التجلّي

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 8: سِيقَ مِنْهَا بَلْ إِلَيْهَا كَامِلٌ *** يَبْتَغِي مِنْهَا كَمَالاً مَا بِهِ

المعني:
سِيقَ مِنْهَا: سِيقَ: من السَّوق: ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً, و فيه معني الانقياد و الإذعان, مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, الضمير (هَا):إشارة إلي الحضرة, حضرة كتاب الله, كتاب الألف, سِيقَ مِنْهَا: أي: اختياراً و اصطفاءً
بَلْ إِلَيْهَا: بَلْ: حرف إضراب للانتقال إلي وصف أدقّ و أخطر, إِلَيْهَا: إلي: حرف انتهاء لغاية مكانية, الضمير (هَا):إشارة إلي الحضرة (كما أسلفنا), أي: إلي غاية ذاتها, كمال التجلّي, في هذا الموطن, يقول السادة الأكابر رضي الله عنهم:
صَلَاتِي إليَهَا بَلْ إِليَّ صَلَاتُهَا *** وَمِنْهَا إليَهَا وَاصِلَاتٍ صَلَاتُهَا
دَنَتْ فَتَدَلَتْ فَالْتَقَىَ النُّورُ وَالدُّجَى *** إذَا عَرْبَدَتْ سُكْرَاً عَلْيَهَا صُحَاتُهَا
كَامِلٌ: الكامل: هو المتحقق بعدم وجوده مع الله تعالى إعطاءً للربوبية حقها، ومتحقق بوجوده مع الله تعالى إعطاءً للعبودية حقها
يَبْتَغِي مِنْهَا: (أي: الكامل), يَبْتَغِي: يطلب و يُريد, مِنْهَا: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, و الضمير (ها) إشارة إلي الحضرة, حضرة كتاب الله, كتاب الألف
كَمَالاً مَا بِهِ: الكمال: هو الفناء عن الأنانية، والبقاء بهوية الحق تعالى, مَا بِهِ: كمال علي الكمال الذي به, و قد قيل في ذلك:
ذَاتٌ تَجَلَّتْ كَمَالَاً فِي مَرَائِيهَا *** مِنْ حَضْرَةِ السَّاذَجَ الأوُلَي مَبَادِيهَا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 9: قَامَ فِيهَا مَنْ أظَلَّتْهُ بِمَا *** نَالَ مِنْهَا بِالْهُدَي مِنْ مِثْلِهِ

المعني:
قَامَ فِيهَا: البيت به تقديم و تأخير للزوم الوزن, و بإعادة ترتيب الجملة لتسهيل فهمها يمكن أن نقول: (قَامَ بِالْهُدَي فِيهَا), أي: أن أصل (قيام القائم) هو بِالْهُدَي, و القائِمُ بالأمر، الحافظ له المتمسك به, أي: حافظ و تمسك بِالْهُدَي, فِيهَا: في الحضرة, أي: خُصّ بِالْهُدَي, و الْهُدَي هنا هُدَي أهل الحيرة, في موطن المشاهدة
مَنْ أظَلَّتْهُ بِمَا نَالَ مِنْهَا: و الذي (قَامَ بِالْهُدَي فِيهَا) هو مَنْ أظَلَّتْهُ بِمَا نَالَ مِنْهَا, أي: ألقت عليه ظلالها, ذلك لأنه في حضرة التعيين الثاني و المسمي بالخَلق الجديد, قال تعالي: (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) 15 ق, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
أَلْقَتْ عَلَى الْخَلْقِ الْجَدِيدِ ظِلاَلَهَا *** وَلَدَى مَراقِيهَا تُرَى بِعُيوُنِهَا (12 ق 95)
بِالْهُدَي مِنْ مِثْلِهِ: مِنْ مِثْلِهِ: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, مِثْلِهِ: هو الصورة أو الشبه, و التماثل هنا هو الوراثة, أي: من المورّث, أي: مصدر الهُدي, سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, و قد قيل في المعني:
يَا وَحِيدَ الوُجُودِ لَا زَالَ عَنْهُ *** يَظْهَرُ الكَوْنُ مَا لَهُ فِيهِ كُنْهُ
والهُدَىَ والضَّلَالُ قُلْ مِنْ لَدُنْهُ *** كُلُّ شَيءٍ مَعْنَاهُ والكُلُّ مِنْهُ
وَعَلَيْهِ مَبْنَاهُ مَا اخْتَلَّ شَرْطَا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 10: كُلُّهُمْ أمْثَالُهَا لَكِنَّهَا *** نَزَّهَتْهُمْ عَنْ مَثِيلٍ مُشْبِهِ

المعني:
كُلُّهُمْ أمْثَالُهَا: كُلُّهُمْ: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, ضمير الجمع الغائب إشارة لأعضاء حضرة, كتاب الألف, كتاب الله, أي: الأحباب, الرؤساء, أمْثَالُهَا: جمع مِثل, و المِثل الشبيه أو الصورة, أي: كلّهم ينوب عنها, و لكن لا يحلّ فيها, المثل الخليفة, قال رضي الله عنه:
كَيْفَ التَّجَلِّي وَالْهُوِيَّةُ بَلْقَعٌ *** لَكِنَّ مِثْلِي عَالِمٌ بِفُنُونِهَا (1 ق 95)
لَكِنَّهَا: لَكِنَّ للاستدراك و التأكيد
نَزَّهَتْهُمْ عَنْ مَثِيلٍ مُشْبِهِ: نزّه باعد عن النقص بالنسبة لهم, المَثِيلٍ المُشْبِهِ, أي: باعدتهم عن النقص, عَنْ مَثِيلٍ: المثيل هو المثل المتساوي في الرُّتبة أو الدرجة, مُشْبِهِ: فاعل من أَشْبَهَ, أي: متطابق معه في كلّ الخصائص, قال رضي الله عنه:
كَمَا لَنْ تَشْهَدَ الدُّنْيَا مِثَالى *** فَنَحْنُ الْمَانِعِينَ الْمَانِحِينَ (3 ق 57)
كونهم واحد في واحديته خاطب بالافراد وهو يريد الجمع لذا قال (مثالي) والدليل أنها جمع (فنحن) .... وراثة البعض إن قلت فقد كثرت فنحن أبعاض بعض الفرد جملتنا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 11: كُلُّ جَمْعٍ قَامَ فِيهَا وَاحِدٌ *** لاَ شَرِيكٌ بَلْ فَنَي فِي نَفْسِهِ

المعني:
كُلُّ جَمْعٍ: كُلُّ جَمْعٍ: جمعية الفرد من الأكابر, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
فَمَحْوِيَ صَحْوٌ وَالْمَلاَئكُ تَابعِي *** وَفَرْدِيَ جِمْعٌ وَالنَّبِيُّونَ صُحْبَتِي (44 ق 1)
قَامَ فِيهَا: انتهي إليها, قال رضي الله عنه:
قَوَامُ طَرِيقِ الْقَوْمِ حُبٌّ وَطَاعَةٌ *** وَكُلُّ مَقَامٍ قَامَ بِالاِسْتِقَامَةِ (375 ق 1)
وَاحِدٌ: ظهور الواحد في الكثرة
وَيَجْعَلُهُ الْقُرْآنُ جَمْعاً مُفَرَّقاً *** وَيَجْعَلُ مِنْهُ وَاحِدَ الأَكْثَرِيَّةِ (420 ق 1)
لاَ شَرِيكٌ: توحيد ذاتي صِرف, قيل:
يَا وَاحِدَ الذَّاتِ فِيكَ الذَّاتُ بَادِيَةً *** مِنْهَا لَهَا وَ لَأنْتَ النَّقْشُ وَ الشَّكْلُ
بَلْ فَنَي فِي نَفْسِهِ: بَلْ: حرف للإضراب, فَنَي: انطمس و انمحي, فِي نَفْسِهِ: تفني الكثرة في الواحد, فلا يبقي إلا الواحد, حُلة التّوحيد, قال رضي الله عنه:
فَكُلُّنَا وَاحِدٌ فِي وَاحِدِيَّتِهِ *** وَإِنَّمَا فَرَّقَ التَّوْحِيدُ رُتْبَتَنَا (49 ق 35)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 12: مَا عَلَيْهِمْ أَوْ لَدَيْهِمْ غَيْرُهَا *** قَدْ أَعَادَتْهُمْ لِبَدْءِ الْمُنْتَهِي

المعني:
مَا عَلَيْهِمْ أَوْ لَدَيْهِمْ غَيْرُهَا: الضمير يعود لأهل الجمع, كتاب الله, كتاب الألف, مَا عَلَيْهِمْ: ما النافية, علي تفيد الاستعلاء, أي: ما من تجلّيها عليهم, أَوْ: للعطف, لَدَيْهِمْ: حضورها لديهم, غَيْرُهَا: انتفاء الغيرية
قَدْ أَعَادَتْهُمْ لِبَدْءِ الْمُنْتَهِي: قَدْ: للتوكيد, أَعَادَتْهُمْ لِبَدْءِ الْمُنْتَهِي: البدء: تعدد الكثرة في الواحد المشار إليه ب(الألِف), الْمُنْتَهِي: ظهور الواحد في الكثرة المشار إليه ب(الياء) (الخلافة) المشار إليه ب(الياء), قال رضي الله عنه:
الكَافُ وَالْقَافَاتُ كُلٌّ عِنْدَهَا *** وَالْبَاءُ وَالْيَاءَاتُ يَأْتَلِفُونَهَا (20 ق 95)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 13: وَاسْتَقَامُوا كُلُّهُمْ آحَادُهَا *** يَوْمَ كَانُوا وَاحِداً فِي مِثْلِهِ

المعني:
وَاسْتَقَامُوا: الواو حرف عطف علي ما سبق, اسْتَقَامُوا: الاستقامة الثبات علي الحال, و هنا إشارة إلي الثبات في موطن شهود التوحيد, في الآية: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ 112 هود
كُلُّهُمْ آحَادُهَا: كُلُّهُمْ: الضمير يعود لأهل الجمع, كتاب الله, كتاب الألف, آحَادُهَا: الأحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر, الأحد: المتفرد الذي لا نظير له, الآحاد الأفراد: هم الأغواث الذين أفردهم الحق تعالى بهمة الإغاثة والإرشاد وتنوير طريق المريدين لله تعالى
يَوْمَ كَانُوا وَاحِداً: يَوْمَ: اليوم زمان لحدث هام, كَانُوا: حصل في الجمع, وَاحِداً: في الحضرة الواحديّة, و هي تعدد الكثرة في الواحد
فِي مِثْلِهِ: في سيدنا آدم عليه السلام, مِثْلِهِ: في صورة الذّات سيدنا آدم عليه السلام, في الحديث: "إنَّ اللهَ خَلقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ"

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 14: مَا أَبَوْهَا كُلُّهُمْ أَوَّابُهَا *** يَسْتَمِدُّونَ الْهُدَى مِنْ أَصْلِهِ

المعني:
مَا أَبَوْهَا: ما رفضوها, أي: الحضرة
كُلُّهُمْ أَوَّابُهَا: كُلُّهُمْ: الضمير يعود لأهل الجمع, كتاب الله, كتاب الألف, أَوَّابُهَا: الأوب الرجوع, أي كلّهم يعود إلي الحضرة, قال تعالي: (هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) 32 ق
يَسْتَمِدُّونَ الْهُدَى: يَسْتَمِدُّونَ: من أخذ المِداد من الدواة, يأخذ الإمداد, الْهُدَى: الإرشاد في موطن الضلال, الحيرة, قيل في المعني:
مَمزُوجَةٌ بِمِدَادِ القَوْمِ كَامِنَةٌ *** جَذْبُ العِنَايَةِ فِي كِلْتَا يُمَانِيهَا
مِنْ أَصْلِهِ: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, أَصْلِهِ: سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم, إشارة إلي حضرة التعيين الثاني, الأحمديّة, قال رضي الله عنه:
فَفَالِقُ الْحَبِّ وَالإِصْبَاحِ بَارِؤُنَا *** وَأَحْمَدٌ عِنْدَهُ أَصْلُ الْبَرِيَّاتِ (14ق 71)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 15: كُلُّ مَنْ فِيهَا يُسَمَّى أُمَّةً *** يَسْتَقِي فِيهَا الهُدَي مِنْ ضِدّهِ

المعني:
كُلُّ مَنْ فِيهَا: كُلُّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, مَنْ: الذين, فِيهَا: أي: في حضرة كتاب الله, كتاب الألِف
يُسَمَّى أُمَّةً: يُسَمَّى: يُطلق عليه اسم (أُمَّةً), في الحضرة, أُمَّةً: دين, يمثل الدين كّله, قال تعالي: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) 120 النحل
عَلَى الرَّوَابِي يَكُونُ الْجَمْعُ مُتَّسِقاً *** لَكَمْ رَبَتْ أُمَمٌ وَالْمُجْتَبَى أَرْبَى (2 ق 70)
يَسْتَقِي فِيهَا الهُدَي: يَسْتَقِي: يطلب السقاية, الشرب, فِيهَا: في الحضرة, الهُدَي: الإرشاد
مِنْ ضِدّهِ: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, ضِدّهِ: أي: ضدّ الهُدَي, و هو الضلال, من الحيرة, قال تعالي: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ) 7 الضحى, قيل في المعني:
ما بَينَ ضالِ المُنحَنى وظِلالِهِ *** ضلَّ المتيَّمُ واهتدى بضلالهِ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 16: إِنْ يَكُنْ مِنْهُمْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ *** فِي لِبَاسِ الْعِزِّ مَعَ أَتْرَابِهِ

المعني:
إِنْ يَكُنْ مِنْهُمْ: إِنْ: غير فاعلة في الإعراب, تقع موقع التقرير و الاستئناف, يَكُنْ: يحصل, مِنْ: حرف لتبيين النوع, أي: ينتمي لجمع أهل الحضرة, الضمير هُمْ: إشارة لأهل الحضرة, حضرة كتاب الألف, في هذا البيت و الذي يليه يبين صنف أعضاء هذه الحضرة, الرسل و الأنبياء و كُمّل الأولياء
نَبِيٌّ مُرْسَلٌ: أعلي مراتب الاختصاص في الولاية, النبوّة مضافاً إليها أن يكون من الرُّسل الكرام عليهم السلام, قال رضي الله عنه:
الرُّسْلُ وَالتَّنْزِيلُ مِنْ آيَاتِهَا *** وَالدِّينُ وَالتَّمْكِينُ مِنْ مَخْزُوِنِهَا (18 ق 95)
فِي لِبَاسِ الْعِزِّ: فِي لِبَاسِ: اللباس الستر, أي: يُعطي خلعة حضرة النبي صلي الله عليه و سلم, الْعِزِّ: الحماية و الوقاية بالنّور النبوي المحمّدي
مَعَ أَتْرَابِهِ: أَتْرابٌ جمع تِرْبٍ, و تِرْبُ الرَّجُل الذي وُلِدَ معَه، لدّه, أو ندّه, أي: من الأنبياء و الرّسُل

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 17: أَوْ يَكُنْ فِيهَا وَلِيٌّ كَامِلٌ *** قَائِمٌ فِي عِزَّةٍ مِنْ جَدّهِ

المعني:
أَوْ يَكُنْ فِيهَا: أَوْ: حرف عطف لا يشترط الترتيب, يَكُنْ: يحصل, فِيهَا: أي: في الحضرة, حضرة كتاب الألف الخاصة بالرؤساء
وَلِيٌّ كَامِلٌ: الولّي هو من تدرّج في درجات الإحسان من حيث عموم الولاية, و قيل: هو الفاني في الله ، القائم به، الظاهر بأسمائه وصفاته تعالى, وَلِيٌّ كَامِلٌ: نال الاصطفاء إلي شهود الذّات و مراتب التوحيد الذّاتي, و تنزّه عن نقص في العبودية لله, قال رضي الله عنه:
وَمَا الْوَلاَيَةُ إِلاَّ حِفْظُ ذِمَّتِنَا *** وَمَا الْوِلاَيَةُ إِسْمَا قَدْ تَسَمَّيْتُ (8 ق 69)
قَائِمٌ فِي عِزَّةٍ مِنْ جَدّهِ: قَائِمٌ فِي: القيام هو تمام العبودية, عِزَّةٍ: العزّة هي الحماية و المنعة, مِنْ جَدّهِ: بانتسابه إلي رسول الله صلي الله عليه و سلم و نيل وراثته, فهو الوارث المحمدي, قال رضي الله عنه:
فَكُلُّنَا وَارِثٌ مِنْ جَدِّهِ سِمَةٌ *** وَنَحْنُ أَهْلُ الْعُلاَ تَمَّتْ وِرَاثَتُنَا (60 ق 35)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 18: كُلهُمْ فِيهَا جَلِيسٌ وَاحِدٌ *** فِي اسْتِوَاءٍ خَتْمُهُ فِي بَدْئِهِ

المعني:
كُلهُمْ فِيهَا: كُلهُمْ: كُلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, الضمير (هُم) يعود لأهل الجمع, كتاب الله, كتاب الألف, فِيهَا: أي: في حضرة كتاب الله, كتاب الألِف
جَلِيسٌ وَاحِدٌ: جَلِيسٌ: الجَلِيسٌ المُجالِسُ، والجُلَساءُ، و يُطلق على الواحد والجمع, وَاحِدٌ: أي: جمعٌ لا فرق, تعدد الكثرة في الواحد, فِيهَا: في الحضرة
فِي اسْتِوَاءٍ: من الفعل استوي و هو لغةً: بمعنى علا, و هو إشارة للرقي في المراتب من بدايتها لختمها, هو مقام قاب قوسين أو أدنى
خَتْمُهُ فِي بَدْئِهِ: تعاقب الظهور و الخفاء, كدائرة تعاقب إشراق الشمس (النهار) و مغيبها (الليل), قال تعالي: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) 54 الأعراف, قال رضي الله عنه:
وَلَمَّا حَانَتِ الأُخْرَى وَجِئْنَا *** لُبَابَ الْقَصْدِ آنَسْنَاهُ يَاءَا (11 ق 55)
و قيل في المعني:
دَارتْ دَوائرُهَا بَعُدَتْ مَرامِيهَا *** دُرْ حَيثُما دَراتِ الأسْماَءِ هَنِّيهَا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 19: كُلهُمْ مِنْهَا سُقُوا مَخْتُومَهَا *** بَلْ كَذَاتٍ تَائِهٍ فِي صِرْفِهِ

المعني:
كُلهُمْ: كُلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, الضمير (هُم) يعود لأهل الجمع, كتاب الله, كتاب الألف, فِيهَا: أي: في حضرة كتاب الله, كتاب الألِف
مِنْهَا سُقُوا مَخْتُومَهَا: مِنْهَا: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, الضمير (هَا) يعود علي الحضرة, سُقُوا: من سَقاه أي ناوله الشراب فشرب, مَخْتُومَهَا: الشّراب المختومُ: المَصُونُ الذي لم يُبتذَل لأَجل خِتامه, الآية: (يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ) 25 المطففين, الرحيقُ: من أَسماء الخمر
بَلْ كَذَاتٍ تَائِهٍ فِي صِرْفِهِ: بَلْ: حرف للإضراب, أي: للانتقال من وصف إلي وصف أدقّ, كَذَاتٍ: الكاف للتشبيه, كَذَاتٍ: تَائِهٍ فِي صِرْفِهِ: الصِرف الذي لم يمازجه شئ, و منه صِرافة الذّات, أي: الذّات السَّاذج دون أن تتعلق بها الأسماء و الصِفات, تاه: ضلّ, كَذَاتٍ تَائِهٍ فِي صِرْفِهِ: تشبيه لأهل الحضرة, و التشبيه أي صورة من الأصل, و هو الذّات الصِرف, حينها تجرّدوا من كلّ مُتعلقٍ من الأسماء و الصِفات لهم, و بقوا في صِرافة ذاتهم, و هذا موطن كتاب الألف (حضرة)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 20: كُلهُمْ فِيهَا عَزِيزٌ وَاحِدٌ *** بَلْ أَمِينٌ آمِنٌ فِي سِرْبِهِ

المعني:
كُلهُمْ فِيهَا: كُلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, الضمير (هُم) يعود لأهل الجمع, كتاب الله, كتاب الألف, فِيهَا: أي: في حضرة كتاب الله, كتاب الألِف, فِيهَا: في الحضرة
عَزِيزٌ وَاحِدٌ: عَزِيزٌ: العزيز المنيع الحِمى, إشارة إلي المَلِك, أي: كلّهم تحلّي بخلعة المالكية, الآية: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) 88 يوسف, وَاحِدٌ: في حلة التوحيد, قال رضي الله عنه:
فَكُلُّنَا وَاحِدٌ فِي وَاحِدِيَّتِهِ *** وَإِنَّمَا فَرَّقَ التَّوْحِيدُ رُتْبَتَنَا (49 ق 35)
بَلْ أَمِينٌ: بَلْ: للإضراب, أي: الانتقال من وصف إلي وصف أدقّ, أَمِينٌ: الأَمِينٌ هو المؤتَمَن، أي: الحافظ, الآية: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ) 54 يوسف, أي: أعطي التمكين
آمِنٌ فِي سِرْبِهِ: آمِنٌ: من الأمن ضدّ الخوف, موطن الأمان أو الضمان, فِي سِرْبِهِ: السِّرب: ما للمرء من أهل و مال, قومه, أهل طريقته, وفلان آمن السَّرْبِ: لا يُغْزَى مالُه ونَعَمُه، لعِزِّه, في الحديث, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا", قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
أَنَا الأَمِينُ وَمَنْ بَعْدِي لِيَحْفَظَهَا *** لِيَ الأَمَانُ وَأَحْبَابِي تَوَلَّيْتُ (16 ق 69)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 21: إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ آيَاتُهَا *** مَا لَهُمْ مِنْ غَالِبٍ فِي حِزْبِهِ

المعني:
إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ: إِنَّ: للتوكيد, حِزْبَ اللَّهِ: الحِزْبُ: جَماعةُ الناسِ, وحِزْبُ الرجل: أَصْحابُه وجُنْدُه الذين على رأْيِه، وكل قوم تَشاكَلَتْ قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ، و حِزْبُ اللَّهِ هُم الذين خلصوا لله, و مُرادُهم هو مُرادُهُ تعالي
هُمْ آيَاتُهَا: هُمْ: اسم إشارة للجمع الغائب, آيَاتُهَا: أي: آيَاتُ الحضرة, العلامات الدّالة علي كتاب الألف و علي صِرافة الذّات, و مثال ذلك ما ورد في وصف سيدنا عيسي عليه السلام في قوله تعالي: (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ) الآية 21 مريم, و هذا ما جاء في أول القصيدة:
مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا *** إِنَّمَا الأَحْبَابُ آيَاتٌ بِهِ
مَا لَهُمْ مِنْ غَالِبٍ: مَا: للنفي, لَهُمْ: اللم للتخصيص, أي: ما من خاصيتهم, مِنْ: لتبيين النوع, غَالِبٍ: قاهرٍ لا يُكسر
فِي حِزْبِهِ: قومه و أهل طريقته, مَا لَهُمْ مِنْ غَالِبٍ فِي حِزْبِهِ: أي: مُنَعاءُ الحِمى, الآية: (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) 56 المائدة, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
الْحَقُّ أَبْلَجُ وَالْحَقَائِقُ فِي يَدِي *** وَإِذَا الْتَقَيْنَا تُهْزَمُ الأَحْزَابُ (6 ق 45)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 22: كُلهُمْ فِيهَا صُدُورٌ أُودِعَتْ *** مِنْ عُلُومِ اللَّهِ مَا خُصَّتْ بِهِ

المعني:
كُلهُمْ فِيهَا: كُلّ حرف لاستيعاب أفراد العدد, الضمير (هُم) يعود لأهل الجمع, كتاب الله, كتاب الألف, فِيهَا: أي: في حضرة كتاب الله, كتاب الألِف
صُدُورٌ: جمع صَّدْر: وهو أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله، صُدُورٌ: أول كل الحقائق الإلهية و الكونية لكونهم على الصورة الإلهية, في الآية: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ) 49 العنكبوت
وَأَنَّ كِتَابَ اللَّهِ لَفْظاً وَغَايَةً *** بِصَدْرِيَ مَكْنُونٌ وَتِبْيَانُ سُنَّةِ (71 ق 1)
أُودِعَتْ: حفظ فيها, خزائن
مِنْ عُلُومِ اللَّهِ: مِنْ: للبعضية, عُلُومِ اللَّهِ: الحقائق الإلهية
مَا خُصَّتْ بِهِ: مَا: اسم موصول بمعني الذي, خُصَّتْ بِهِ: أُمكنت منه دون غيرها, قال في (39-40 ق 39):
وَإِنَّ الْمُصْطَفَى جَدِّي وَحَدِّي *** رَحِيمٌ فَوْقَ كُلِّ الأُمَّهَاتِ
فَيُعْطِي بِالْخَصَاصَةِ كُلَّ فَضْلٍ *** وَيَمْنَحُ سِرَّ إِدْرَاكِ الْفَوَاتِ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة السّابِعَة والثَّمَانُون : ( مَا كِتَابُ اللَّهِ إِلاَّ جَمْعُنَا ) – بيت رقم 23: بِالْعَطَايَا أُثْقِلَتْ أَجْيَادُهُمْ *** ذَاكَ عِلْمٌ كَشْفُهُ فِي حَجْبِهِ

المعني:
بِالْعَطَايَا: الباء حرف جر لاصق كقولك أمسكتُ بالحبل, الْعَطَايَا: جمع عَطيّة و هي واحدة العطاء
أُثْقِلَتْ أَجْيَادُهُمْ: أُثْقِلَتْ: حُمّلت فوق طاقتها, أَجْيَادُهُمْ: جمع جِيد و هو العُنق, أي: أعناقُهم, أُثْقِلَتْ أَجْيَادُهُمْ: كناية عن كثرة العطاء, من العلوم الإلهية, قال رضي الله عنه:
أَهْلُ الْعَطَايَا أُثْقِلَتْ أَجْيَادُهُمْ *** لَكِنَّهُمْ مَا جَاوَزوا الأَسْتَارَا (5 ق 64)
ذَاكَ عِلْمٌ: ذَاكَ: اسم إشارة للبعيد, عِلْمٌ: ما يتضمن المعارف الحقيّة
كَشْفُهُ فِي حَجْبِهِ: كَشْفُهُ: الكَشف, إزاحة الستر و الحجاب, فِي حَجْبِهِ: منعه, أي: إذا حُجب فهو كَشف, لا يُكشف, و هو معني ما قاله سيدن الإمام علي رضي الله عنه: "لو كُشِف الغِطاءُ ما ازددتُ يقيناً", و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَلَمْ تُكْشَفْ وَلَمْ تُعْلَمْ وَلَكِنْ *** تَجَلَّتْ فِي نَبِيٍّ أَوْ وَلِي (7 ق 30)

مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم