-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 27 مارس 2019

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا )

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا )
شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا )


موسوعة رشفات من دقائق شراب الوصل للشيخ عبد الحميد بابكر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) التّاريخ : الثلاثاء 3 رجب 1407 هـ = 3 مارس 1987 معَدَد الأبيات : 11


1- أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا *** مَا بَيْنَ قَابَيْ حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ
2- تِلْكَ الْحُضَيْرَةُ يَا بُنَيَّ مِزَاجُهَا *** عِنْدِي وَهَذَا مَا أَسَرَّ حَبِيبِي
3- وَلَهَا شَرَابٌ صَانَهُ مَنْ ذَاقَهُ *** إِذْ أَنَّ فِيهِ مِنَّةُ التَّهْذِيبِ
4- وَالْمُزْنُ مِنْهَا إِنْ تُتِمَّ عَطَاءَهَا *** وَالْغَيْرُ فِيهَا غَايَةُ التَّثْرِيبِ
5- وَبِهَا يَكُونُ عَلَى اقْتِدَارٍ فَرْدُهَا *** وَعِنَايَتَاهَا أَحْسَنُ التَّأْدِيبِ
6- مِنْ هَذِهِ فِي هَذِهِ وَلِهَذِهِ *** أَنْعِمْ بِهَا تَرْهِيبُهَا تَرْغِيبِ
7- فِي كُلِّ يَوْمٍ مَسْغَبِيٍّ أَطْعَمَتْ *** مِمَّا يَشَاءُ الْحَقُّ أَنْ يُعْطِي بِي
8- مِنْهَا سَقَيْتُكَ وَالسِّقَايَةُ كَفُّنَا *** عِنْدَ الْمَقَامِ وَسِرُّهَا يَسْرِي بِي
9- إِي يَا مُرِيدِي إِنَّهُ لَشَرَابُهَا *** مِمَّا يَشَاءُ اللَّهُ أَنْ يَهْدِي بِي
10- تَقْرِيبُهَا لِلْعَبْدِ يَبْقَى سَرْمَداً *** بَلْ سَرْمَدِيٌّ رَاحُهَا مِنْ طِيبِ
11- صَلَّيْتُ فِيهَا بَعْدَ عَشْرٍ قَدْ عَلَتْ *** وَالرَّمْزُ فِيهَا غَايَةُ التَّعْرِيبِ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 1: أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا *** مَا بَيْنَ قَابَيْ حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ

المعني:
أَحَدِيَّةٌ: يُخبر - سيدي فخر الدين رضي الله عنه – في هذه القصيدة عن الحضرة الأحديّة, و الأحديّة الاسم من الأحد: المتفرد الذي لا نظير له, قال تعالي: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ), وهي رتبة الإفراد للذات، الفرق بين الأحدية والذات الساذج: أن الذات الساذج لا امتياز فيها لأحدية ولا كثرة إذ طمست النسب كلها فيها، فليس فيها اختصاص نسبة وهي غاية البطون وهي العماء, و الأحديّة تماثلها في الذات الساذج إلا أن فيها ظهر نسبة الأحدية عن الكثرة والغيرية ، وهي مرتبة ظهور الحق, فهو المرتبة المستهلكة جميع الأسماء والصفات فيها، وتُسمى جمع الجمع, و هي حضرة التعيين الأول, و هي موطن عطاء سيدي فخر الدين, قال رضي الله عنه:
أَنَانِيَتِي حَيْثُ الأَنَا بِإِنَائِهَا *** وَإِنَّ إِنَاءَ الْغَيْبِ ذُو الأَحَديَّةِ (104 ق 1)
وَالْوَاحِدِيَّةُ: و هي الحضرة المنسوبة للاسم الواحد, كما أن الواحدية رتبة الإفراد للصفات, والواحد هو الذات مع اعتبار كثرة الصفات، وهي الحضرة الأسمائية ولذا قال تعالى: (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَواحِدٌ) 4 الصافات, وهي التعين الثاني لحضرة الحق تعالى بعد مرتبة الأحدية, و هي التي يتصرف الله تعالى بها في خلقه أي مخلوقاته إيجادا لمن شاء منهم وإعداما لمن شاء وبها موطن إرادة الله تعالى
دُونَهَا: أي أنّ مرتبة الواحدية تحت مرتبة الأحديّة
مَا بَيْنَ قَابَيْ: مَا بَيْنَ: أي تقع في وسط, قَابَيْ: القاب هو مقبض السيف و القوس, و للسيف قاب واحد كما للقوس قابان, قال تعالي: (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ) 9 النجم, أي: أن موقع الحضرة الأحديّة في موطن القاب و القوس
حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ: هو موطن القاب و القوس, القرب من موطن شهود الذّات

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 2: تِلْكَ الْحُضَيْرَةُ يَا بُنَيَّ مِزَاجُهَا *** عِنْدِي وَهَذَا مَا أَسَرَّ حَبِيبِي

المعني:
تِلْكَ الْحُضَيْرَةُ: تِلْكَ: اسم إشارة للبعيد, لارتاع قدرها, الْحُضَيْرَةُ: من الحضرة يعني بها لغةً: مكان الحضور, و تعني حيث كشفت الأستار و سمح بالجلوس و المشاهدة, الْحُضَيْرَةُ تصغير من كلمة حضرة, و يُعني بها الحضرة التي تعبر بالمشاهد إلي حضرة أكبر, و هي حضرة شهود الذّات
يَا بُنَيَّ: يا النداء, بُنَيَّ: مريدي ابن طريقتي, و الشيخ أبّ للمريد
مِزَاجُهَا: المِزاج الخليط, و سمي الشراب مِزاجاً لأنه يمزج ما بين المشاهدة و تجلّي الحقائق معاً, فتشرب منه كلّ الجوارح, قال تعالي: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا) 17 الإنسان, و قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَقَدْ شَرِبْتُ مِزَاجاً لَسْتُ أَعْرِفُهُ *** وَكَانَ ذَلِكَ تَكْرِيماً تَلَقَّيْتُ (13 ق 69)
عِنْدِي: عند تعني الْمِلْكِيَّةُ, مع ياء النسبة, أي: مِلكي
وَهَذَا مَا أَسَرَّ حَبِيبِي: وَهَذَا: أي: أمر أن مزاج الحضرة عندي, هو مَا أَسَرَّ: أفضي بالسّر المكتوم و أظهره لي, حَبِيبِي: صلي الله عليه و سلم, أي: أنّه صلي الله عليه و سلم خصّ سيدي فخر الدين بسرّ شراب الحضرة الأحديّة

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 3: وَلَهَا شَرَابٌ صَانَهُ مَنْ ذَاقَهُ *** إِذْ أَنَّ فِيهِ مِنَّةَ التَّهْذِيبِ

المعني:
وَلَهَا: الواو عاطفة, اللا للتخصيص, الضمير (هَا) يعود علي الحضرة الأحديّة
شَرَابٌ: شراب الأرواح و هو العلوم و التجلّيات الحقّية, و الشراب يُشار به للخمر, قال تعالي: (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهوراً) 21 الإنسان, و هو شراب ضرة القُرب, و قال بعض الأئمة: "إنّ لله شراباً ادّخره لعباده المقربين, حتى إذا شربوا طربوا و إذا طربوا طاروا و إذا طاروا وصلوا و إذا وصلوا اتّصلوا, و إذا اتّصلوا صار لا فرق بيني و بينهم"
صَانَهُ: حفظه
مَنْ ذَاقَهُ: مَنْ: أي: الذي, ذَاقَهُ: الذّوق أول الشراب و التمتّع به, و هو أول مبادئ التجلي, و قد قِيل:
مَنْ ذاقَ طَعْمَ شَرَابِ القَوْمِ يَدْرِيهِ *** وَ مَنْ دَرَاهُ غَدَا بالرُّوحِ يَشْرِيِهِ
إِذْ أَنَّ فِيهِ: إِذْ: تعليلية, أَنَّ: للتأكيد, فِيهِ: أي بسببه, أي: الشراب
مِنَّةَ التَّهْذِيبِ: مِنَّةَ: عطاء, التَّهْذِيبِ: التَّهْذِيبِ لُغةً: الإصلاح, الإعداد لشهود الذّات, يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
أنَا القُطْبُ شَيْخُ الوَقْتِ كُلُّ مُهَذِّبٍ *** أنَا السَّيْدُ البُرْهَانُ شَيْخُ الحَقِيقَةِ
و يقول بعض السادة الأكابر, رضي الله عنهم:
تُهَذّبُ أخلاقَ النّدامى فيَهْتَدي *** بها لطريقِ العزمِ منْ لالهُ عزمُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 4: وَالْمُزْنُ مِنْهَا إِنْ تُتِمَّ عَطَاءَهَا *** وَالْغَيْرُ فِيهَا غَايَةُ التَّثْرِيبِ

المعني:
وَالْمُزْنُ مِنْهَا: الواو استئنافية, الْمُزْنُ: السحاب المحمّل بالماء, قال تعالي: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) 68-69 الواقعة, كناية عن روافد المدّ و العطاء, مِنْهَا: مِنْ: حرف ابتداء لغاية مكانية, الضمير (ها) يعود علي (أحديّةٌ) في بداية القصيدة, أي: الحضرة الأحديّة
إِنْ تُتِمَّ عَطَاءَهَا: إِنْ: شرطية, و جواب شرطها تقدّم و هو جملة: (الْمُزْنُ مِنْهَا), تُتَّم: تُكمل و لا تدعُ نقصاً, عَطَاءَهَا: عَطَاءَ: النَّوْلُ أو النَّوَالُ, كناية عن الكرم, و الضمير (هَا) يعود علي (أحَدِيّة) في بداية القصيدة, أي حضرة الأحَديّة
وَالْغَيْرُ فِيهَا: الواو عاطفة, الْغَيْرُ: وجود ثاني, فِيهَا: أي: في الحضرة, أي: الشأن فيها الفناء و عدم وجود الغيرية, و إذا وجدت الغيرية أو الالتفات, فيكون ذلك: غَايَةُ التَّثْرِيبِ, موطن فناء, و سُكر
غَايَةُ التَّثْرِيبِ: غَايَةُ: أقصي حَدّ, التَّثْرِيبِ: الاسْتِقْصاءِ في اللَّوْمِ و التَّأْنيب, قال تعالي: (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) 92 يوسف, كما قيل:
وَلِى عِنـْدَهَا ذَنْبٌ بِرُؤيةِ غَيْرِهَا *** فَهَلْ لِى إِلىَ لَيْلَى المَلِيحَةِ شَافِعُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 5: وَبِهَا يَكُونُ عَلَى اقْتِدَارٍ فَرْدُهَا *** وَعِنَايَتَاهَا أَحْسَنُ التَّأْدِيبِ

المعني:
وَبِهَا: الواو عاطفة, و الباء ظرفية, أي: فيها, أي: في حضرة الأحديّة
يَكُونُ عَلَى اقْتِدَارٍ: يَكُونُ عَلَى اقْتِدَارٍ: مِن اقتَدرَ يقتدِرُ, فهو لديه القُدرة, أي: يكون صاحب تمكين متصرف بالمشيئة, و الاقتدار: عموم تعلق القدرة بسائر الممكنات
فَرْدُهَا: الفرد هو الواحد، الذي لا نظير له، لا مثيل له, الضمير (ها) يعود علي الحضرة, و فَرْدُهَا هو سيدي فخر الدين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
وَاحْفَظْ قَلْبَكَ إِنِّي فَرْدٌ *** وَانْحَرْ غَيْرَ كَلاَمِي تَظْفَرْ (5 ق 51)
وَعِنَايَتَاهَا: العِناية: لغةً: الاهتمام و الرعاية, و العناية: هي حضرة القرب, فيضٌ من الوصل النبوي, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَيَا مَنِ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ آثَرَهُ *** أَدِمْ وِصَالَكَ ذَا عَيْنَ الْعِنَايَاتِ (10 ق 71)
و في حضرة الأحديّة يُضاعف الكرم و العطاء حيث منها تنزّل القرآن الكريم و منها تنزّل شراب الوصل, و في ذلك يصدق قول الشاعر العربي:
هنيئا يا ميل فقد تجلت *** لفضل الله عندك آيتان
ينال عناية من كان أهلا *** وللسمح الكريم عنايتان
أَحْسَنُ التَّأْدِيبِ: التأديب التربية, أَحْسَنُه, أي: علي أحسن الخُلق, من عنايتي الحضرة, و في الحديث, قال صلي الله عليه و سلم: "أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي", التخلّق بالخُلق الإلهيّ, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
وَحُسْنُ إِلَهِيٍّ عَنِ الْوَصْفِ فِي غِنىً *** وَإِنَّ سَعِيدَ الْمِنْحَتَيْنِ يَفُزْ بِهِ (8 ق 66)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 6: مِنْ هَذِهِ فِي هَذِهِ وَلِهَذِهِ *** أَنْعِمْ بِهَا تَرْهِيبُهَا تَرْغِيبِ

المعني:
مِنْ هَذِهِ: مِنْ: حرف لابتداء غاية مكانية, هَذِهِ: اسم إشارة للمؤنث القريب, إشارة لحضرة الأحديّة, أي: الترقّي منها للحضرات الأعلى, حضرة التقريب و الشهود
فِي هَذِهِ: فِي ظرفية, في متون تجلّي حضرة الأحديّة نفسها
وَلِهَذِهِ: الواو عاطفة, اللام حرف لانتهاء غاية مكانية, الترّقي لها من الحضرات الأدنى
أَنْعِمْ بِهَا: للمدح و الثناء, الضمير ها يعود علي الحضرة
تَرْهِيبُهَا: تجلّي الجلال, تَرْغِيبِ: تجلّي الجمال, تَرْهِيبُهَا تَرْغِيبِ: مضاف و مضاف إليه, أي: تجلّي جلال الجمال, قيل في المعني:
بِجَمَالٍ حَجَبْتَهُ بِجَلالٍ *** هَامَ واسْتَعذَبَ العَذَابَ هُنَاكَا

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 7: فِي كُلِّ يَوْمٍ مَسْغَبِيٍّ أَطْعَمَتْ *** مِمَّا يَشَاءُ الْحَقُّ أَنْ يُعْطِي بِي

المعني:
فِي كُلِّ يَوْمٍ مَسْغَبِيٍّ: فِي: ظرف زمان, كُلِّ: حرف لاستيعاب أفراد العدد, يَوْمٍ: اليوم زمان و يشار به لزمان حدوث أمر هام كيوم العيد, يوم الجمعة, يوم البعث, يوم العروبة ... الخ, قال تعالي: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) 14 البلد, في يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ أَي مَجَاعَةِ, والسَّغْبة: الجُّوعُ، وقيل: هو الجوعُ مع التَّعَب, يوم مَسْغَبِيٍّ: وقت العناء من انتظار عطاء الحضرة, تقلّب بين الأخذ و العطاء, قال رضي الله عنه:
يَسْعَى وَقَدْ يُسْعَى إِلَيْهِ لأَنَّهُ *** فِي الأَخْذِ حِيناً وَالْقِرَى أَحْيَانَا (6 ق 59)
أَطْعَمَتْ: (من قوله تعالي: أَوْ إِطْعَامٌ), أنالت من تجلّيها, قال رضي الله عنه:
إِنَّهَا تَكْلأُ الصُّدُورَ جَمِيعاً *** يُسْتَقَى غَيْثُهَا وَيَسْقِي الرّعَاءُ (9 ق 88)
مِمَّا يَشَاءُ الْحَقُّ: مِمَّا: من الذي, يَشَاءُ: من موطن المشيئة, حيث فرد الحضرة الأحديّة, سيدي فخر الدين رضي الله عنه, الْحَقُّ: المولي تعالي المتجلّي بالحقّ لأهل الحقّ
أَنْ يُعْطِي بِي: أَنْ: مصدرية, يُعْطِي بِي: بِي: بواسطتي, أي: أن إمداد أهل الحضرة به رضي الله عنه, قال رضي الله عنه:
وَمَا وَسَطِيَّةُ الشُّهَدَاءِ إِلاَّ *** بِمَحْضِ عِنَايَةٍ بَلَغَتْ مَدَاهَا (37 ق 29)

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 8: مِنْهَا سَقَيْتُكَ وَالسّقَايَةُ كَفُّنَا *** عِنْدَ الْمَقَامِ وَسِرُّهَا يَسْرِي بِي

المعني:
مِنْهَا: مِنْ: ظرفية, هَا: إشارة إلي حضرة الأحديّة
سَقَيْتُكَ: سَقَيْتُ: سقاه ناوله الشراب, و شراب القوم خمر المعاني, والكَاف كاف المُخاطب: أي: يا مريدي
وَالسّقَايَةُ كَفُّنَا: وَالسّقَايَةُ: الأداة التي يسقي بها و يُشرب منها, الصُواع, قال تعالي: (فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) 70 يوسف, كَفُّنَا: الكفّ هي يد العطاء, نا جمع المتكلم, إشارة لسيدي فخر الدين و ورثته رضي الله عنهم, قال رضي الله عنه:
سَقَيْتُ مُرِيدِي مِنْ شَرَابٍ مُعَتَّقٍ *** وَكَفِّيَ كَأْسٌ وَالْخَفَاءُ مَزِيَّتِي (8 ق 1)
عِنْدَ الْمَقَامِ: عِنْدَ: ظرف مكان, الْمَقَامِ: مقام سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه, قال رضي الله عنه, في عطاء سيدنا الإمام الحسين له:
فَهُوَ الَّذِي أَعْطَى الْعُبَيْدَ زِمَامَهَا *** كَرَماً وَيَعْلَمُ مَبْدَئِي وَنِهَايَتِي (334 ق 1)
وَسِرُّهَا يَسْرِي بِي: وَسِرُّهَا: سرّ حضرة الأحديّة, أي: باطن أمرها الخفيّ, يَسْرِي: من السريان و هو جري الماء في الجدول, بِي: بواسطتي, أي: من سقيا حضرة الأحديّة بكفّ سيدي فخر الدين للمريد, يسري فيه سرّها, يُخلع عليه من أنوارها و علومها

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 9: إِي يَا مُرِيدِي إِنَّهُ لَشَرَابُهَا *** مِمَّا يَشَاءُ اللَّهُ أَنْ يَهْدِي بِي

المعني:
إِي: نعم
يَا مُرِيدِي: يا النداء, مُرِيدِيَ: أي: المريد المنتسب لي أو المضاف لي, المريد هو الطالب المتعلّق بالمُراد و آت علي إرادته, و في صفة الشيخ له, قال رضي الله عنه:
وَلَسْتُ بِنَاءٍ عَنْ مُرِيدِيَ لَحْظَةً *** وَإِنَّ مُريدِي مَنْ أَرَادَ إِرَادَتِي (266 ق 1)
إِنَّهُ لَشَرَابُهَا: إِنَّهُ: إنّ للتأكيد, (هُ) اسم إشارة من شأنه الغيبوبية و الاستتار, أي: ذلك الذي سقيتُك, لَشَرَابُهَا: اللام للتأكيد, شَرَابُهَا: شراب حضرة الأحديّة, علومها و تجلّياتها, قال رضي الله عنه:
شَرَابُ قَوْمِي عَظِيمٌ جَلَّ صَانِعُهُ *** وَفِي كُؤُوسِ الْخَفَا نَسْقِي أَحِبَّتَنَا (13 ق 35)
مِمَّا يَشَاءُ اللَّهُ أَنْ يَهْدِي بِي: مِمَّا: من الذي, يَشَاءُ اللَّهُ: من موطن المشيئة المتصرف منه فرد حضرة الأحديّة سيدي فخر الدين رضي الله عنه, أَنْ: مصدرية, يَهْدِي بِي: ينقل من الضلال, موطن الحيرة, إلي موطن الشهود, قال تعالي: (ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ) 23 الزمر

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 10: تَقْرِيبُهَا لِلْعَبْدِ يَبْقَى سَرْمَداً *** بَلْ سَرْمَدِيٌّ رَاحُهَا مِنْ طِيبِ

المعني:
تَقْرِيبُهَا: الضمير يعود لحضرة الأحديّة, التّقريب, حيث حضرة التقريب, قاب قوسين, قال رضي الله عنه:
إِلَى حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ كُنَّا ثَلاَثَةً *** لَدَى وَاحِدِ التَّوْكِيدِ إِنِّي وَإِنَّهَا (9 ق 80)
لِلْعَبْدِ: اللام حرف جر لاصق, العَبْدِ: صاحب مرتبة الإحسان المتحقق بالعبودية, أي: لسيدي فخر الدين رضي الله عنه
يَبْقَى سَرْمَداً: يَبْقَى: يستمر ولا يفني, سَرْمَداً: ظرف زمان, دائماً إلي ما لانهاية
بَلْ: حرف إضراب, للنقل من وصف لما هو أقوي و أهم
سَرْمَدِيٌّ رَاحُهَا: صفة من السرْمَدُ: دوام الزمان إلي ما لا نهاية, رَاحُهَا: أي: راح الحضرة, و الرّاح الخمر, كناية عن شرب الحضرة من التجليّات و المعاني, سَرْمَدِيٌّ رَاحُهَا: أي صفة شراب الحضرة هي البقاء, الدوام, يقول السادة الأكابر:
شَرِبْتُ بِكَأسِ الحُبِّ فِي المَهْدِ مَرَة *** حَلاَوَتُهَا حَتَّى القِيَامَةِ فِي حَلْقِي
مِنْ طِيبِ: مِنْ طِيبِ: طِيبُ الشَّرابِ أَجمُّه وأَصْفاه, قيل:
شربنا شراباً طيّباً عند طيّبٍ *** كذاك شراب الطيّبين يطيبُ
شربنا وأهرقنا على الأرض قطرة *** وللأرض من كأسِ الكرام نصيبُ

شرح شراب الوصل الْقَصِيدَة الثّالِثَة والثَّمَانُون : ( أَحَدِيَّةٌ وَالْوَاحِدِيَّةُ دُونَهَا ) – بيت رقم 11: صَلَّيْتُ فِيهَا بَعْدَ عَشْرٍ قَدْ عَلَتْ *** وَالرَّمْزُ فِيهَا غَايَةُ التَّعْرِيبِ

المعني:
صَلَّيْتُ فِيهَا: صَلَّيْتُ: الصلاة الوصل, أي: الوصل بالله عزّ و جل, و هو الشهود الذّاتي, فِيهَا: في مرتبة الأحديّة, إذا هي فجر الشهود
بَعْدَ عَشْرٍ: بعد حُجب الجلال العشر, قال تعالي: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) 1-2 الفجر
قَدْ عَلَتْ: قَدْ: للتأكيد, عَلَتْ: أي: علت حضرة الأحديّة, من حيث تنزّل النور منها إلي في حُجب الجلال إلي حضرة التعيين الثاني, فهي تعلو علي الحضرات
وَالرَّمْزُ فِيهَا: الرَّمْزُ: الإشارة, والرَّمْزُ في اللغة كل ما أَشرت إِليه مما يُبانُ بلفظ بأَي شيءٍ أَشرت إِليه بيد أَو بعين، ورَمَزَ يَرْمُزُ ويَرْمِزُ رَمْزاً, وفي التنزيل العزيز في قصة زكريا، عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا) 41 آل عمران, فِيهَا: في حضرة غيب الأحديّة, أي: في كشف كنهها
غَايَةُ التَّعْرِيبِ: التَّعْرِيبِ: الإعراب والتعريب معناهما واحد ، وهو الإبانة, يقال: أعرب عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح, غَايَةُ التَّعْرِيبِ: أقصي نهاية الإفصاح, طلب الإفصاح عن كنه ذات حضرة الأحديّة, صعبٌ, و لا يُحتملُ الكلام عنها بأكثر من الإشارة, قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
بِهَا تَكَلَّمْتُ لاَ فُصْحَى وَقَدْ رَمَزَتْ *** وَلَوْ تَفَصَّحْتُ إِفْشَاءً فَكَالظُّلَم (6 ق 40)

مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم