اثبات ان الصوفية بنوا الأصول على التوحيد الذى ليس فيه تمثيل ولا تعطيل
- من هم اهل السنة والجماعة على الحقيقة ؟
- هل يصبح الحكام المسلمين كفارا إن لم يطبقون شرع الله فى بلادهم؟
- تفسير قوله ( ليس كمثله شئ ) عند الصوفية هو حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
اعلموا رحمكم الله أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحة فى التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل، وعرفوا ما هو حق القدم، وتحققوا بما هو نعت الموجود عن العدم، ولذلك قال سيد هذه الطريقة الإمام الجنيد رحمه الله (التوحيد إفراد للقدم من الحدث) وأحكموا أصول العقائد بواضح الدلائل ولوائح الشواهد، كما قال أبو محمد الجريرى رحمه الله (ان لم يقف على علم التوحيد بشاهد من شواهده زلت به قدم الغرور فى مهواة من التلف) يريد بذلك أن من ركن إلى التقليد ولم يتأمل دلائل الوحيد سقط عن سنن النجاة ووقع فى أسر الهلاك، ومن تأمل ألفاظهم وتصفح كلامهم وجد فى مجموع أقاويلهم ومتفرقاتها ما يثق -بتأمله- بأن القوم لم يقصروا فى التحقيق ولم يعرجوا فى الطلب على تقصير، ونحن نذكر فى هذا الفصل جملا من متفرقات كلامهم فيما يتعلق بمسائل الأصول، ثم نحرر على الترتيب بعدها ما يشتمل على ما يحتاج إليه فى الاعتقاد على وجه الإيجاز والاختصار إن شاء الله تعالى.
قال الشيخ أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى رحمه الله: سمعت عبد الله بن موسى السلامى يقول: سمعت أبا بكر الشبلى يقول (الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف) وهذا صريح من الشبلى أن القديم سبحانه لا حدَّ لذاته ولا حروف لكلامه، وقال أبا حاتم الصوفى يقول: سمعت أبا نصر الطوسى يقول: سئل رُويم عن أول فرض افترضه الله عز وجل على خلقه ما هو؟ فقال: المعرفة؛ لقوله جل ذكره: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ وقال ابن عباس (إلا ليعرفون) وقال الجنيد: إن أول ما يحتاج إليه العبد من الحكمة: معرفة المصنوع صانعه، والمحدث كيف كان إحداثه، فيعرف صفة الخالق من المخلوق، وصفة القديم من المحدث، ويذل لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته؛ فمن لم يعرف مالكه لم يعترف بالملك لمن استوجبه.
أخبرنى محمد بن الحسين قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا الطيب المراغى يقول: للعقل دلالة وللحكمة إشارة وللمعرفة شهادة، فالعقل يدل، والحكمة تشير، والمعرفة تشهد أن صفاء العبادات لا ينال بصفاء التوحيد.
وسئل الجنيد عن التوحيد، فقال: إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته أنه الواحد، الذى لم يلد ولم يولد بنفى الأضداد والأنداد والأشباه، بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ﴿ليس كمثله شئ وهو السميع البصير﴾.
وأخبرنا محمد بن يحيى الصوفى قال: أخبرنا عبد الله بن على التميمى الوصفي، يحكى عن الحسين بن على الدامغاني، قال: سئل أبو بكر الزاهر اباذى عن المعرفة فقال: المعرفة اسم، ومعناه وجود تعظيم فى القلب يمنعك عن التعطيل والتشبيه.
قال أبو الحسن البوشنجى رحمه الله: (التوحيد) أن تعلم أنه غير مشبه للذوات ولا منفى الصفات، وأخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى رحمه الله تعالى قال: سمعت محمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا نصر أحمد بن سعيد الأسفنجانى يقول، قال: الحسين بن منصور: ألزِم الكل الحدث لأن القدم له، فالذى بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه، والذى بالأداة اجتماعه فقواها تمسكه والذى يؤلِّفه وقت يفرقه وقت، والذى يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذى الوهم يظفر به فالتصوير يرتقى إليه؛ ومن آواه محل أدركه أين، ومن كان له جنس طالبه مكيف، إنه سبحانه لا يظله فوق ولا يقله تحت ولا يقابله حد ولا يزاحمه عند ولا يأخذه خلف ولا يحده أمام ولم يظهره قبل ولم يفنه بعد ولم يجمعه كل ولم يوجده كان ولم يفقده ليس.
لا صفة له، وفعله: لا علة له؛ وكونه: لا أمد له، تنزَّه عن أحوال خلقه، ليس له من خلقه مزاج، ولا فى فعله علاج بانيهم بقدمه، كما باينوه بحدوثهم، إن قلت متى، فقد سبق الوقتّ كونه، وإن قلت هو، فالهاء والواو خلقه، وإن قلت أى، فقد تقدم المكان وجوده، فالحروف آياته، ووجوده إثباته ومعرفته توحيده وتوحيده تمييزه من خلقه، ما تُصور فى الأوهام فهو بخلافه، كيف يحل به ما منه بدأه؟ أو يعود إليه ما هو أنشأه؟ لا نماقة العيون، ولا تقابله الظنون، قربه كرامته، وبُعده إهانته، علوه من غير توقُّل ومجيئه من غير تنقل. هو الأول والآخر والظاهر والباطن، القريب البعيد، الذى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
معرفة الله
قال الشيخ أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى رحمه الله: سمعت عبد الله بن موسى السلامى يقول: سمعت أبا بكر الشبلى يقول (الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف) وهذا صريح من الشبلى أن القديم سبحانه لا حدَّ لذاته ولا حروف لكلامه، وقال أبا حاتم الصوفى يقول: سمعت أبا نصر الطوسى يقول: سئل رُويم عن أول فرض افترضه الله عز وجل على خلقه ما هو؟ فقال: المعرفة؛ لقوله جل ذكره: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ وقال ابن عباس (إلا ليعرفون) وقال الجنيد: إن أول ما يحتاج إليه العبد من الحكمة: معرفة المصنوع صانعه، والمحدث كيف كان إحداثه، فيعرف صفة الخالق من المخلوق، وصفة القديم من المحدث، ويذل لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته؛ فمن لم يعرف مالكه لم يعترف بالملك لمن استوجبه.
أخبرنى محمد بن الحسين قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا الطيب المراغى يقول: للعقل دلالة وللحكمة إشارة وللمعرفة شهادة، فالعقل يدل، والحكمة تشير، والمعرفة تشهد أن صفاء العبادات لا ينال بصفاء التوحيد.
وسئل الجنيد عن التوحيد، فقال: إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته أنه الواحد، الذى لم يلد ولم يولد بنفى الأضداد والأنداد والأشباه، بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ﴿ليس كمثله شئ وهو السميع البصير﴾.
وأخبرنا محمد بن يحيى الصوفى قال: أخبرنا عبد الله بن على التميمى الوصفي، يحكى عن الحسين بن على الدامغاني، قال: سئل أبو بكر الزاهر اباذى عن المعرفة فقال: المعرفة اسم، ومعناه وجود تعظيم فى القلب يمنعك عن التعطيل والتشبيه.
صفاته
قال أبو الحسن البوشنجى رحمه الله: (التوحيد) أن تعلم أنه غير مشبه للذوات ولا منفى الصفات، وأخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى رحمه الله تعالى قال: سمعت محمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا نصر أحمد بن سعيد الأسفنجانى يقول، قال: الحسين بن منصور: ألزِم الكل الحدث لأن القدم له، فالذى بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه، والذى بالأداة اجتماعه فقواها تمسكه والذى يؤلِّفه وقت يفرقه وقت، والذى يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذى الوهم يظفر به فالتصوير يرتقى إليه؛ ومن آواه محل أدركه أين، ومن كان له جنس طالبه مكيف، إنه سبحانه لا يظله فوق ولا يقله تحت ولا يقابله حد ولا يزاحمه عند ولا يأخذه خلف ولا يحده أمام ولم يظهره قبل ولم يفنه بعد ولم يجمعه كل ولم يوجده كان ولم يفقده ليس.
وصفه
لا صفة له، وفعله: لا علة له؛ وكونه: لا أمد له، تنزَّه عن أحوال خلقه، ليس له من خلقه مزاج، ولا فى فعله علاج بانيهم بقدمه، كما باينوه بحدوثهم، إن قلت متى، فقد سبق الوقتّ كونه، وإن قلت هو، فالهاء والواو خلقه، وإن قلت أى، فقد تقدم المكان وجوده، فالحروف آياته، ووجوده إثباته ومعرفته توحيده وتوحيده تمييزه من خلقه، ما تُصور فى الأوهام فهو بخلافه، كيف يحل به ما منه بدأه؟ أو يعود إليه ما هو أنشأه؟ لا نماقة العيون، ولا تقابله الظنون، قربه كرامته، وبُعده إهانته، علوه من غير توقُّل ومجيئه من غير تنقل. هو الأول والآخر والظاهر والباطن، القريب البعيد، الذى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
د. إبراهيم دسوقى
- هل طلب المدد والشفاعة فى الدنيا من النبى ضلال وشرك؟
- انواع القواطع والحجب عن الله وطرق التخلص منها والانتصار عليها
- شرح حديث الموبقات السبع وشرهم والنجاة منهم
تعليقات: 0
إرسال تعليق