برهانيات كوم | ماذا يحدث عند نزول المهدى ( احاديث شريفة )
- ولعدم فهم قواعد اللغة وأصولها نجد البعض يربط ضعف الإيمان بالقلب
- عن كثرة الفتوى بين الناس بعلم وبغير علم
- لا تؤذوا عباد الله ولا تعيِّروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه فى بيته
قال في العرف الوردي في أخبار المهدي وتأويله بمثل ما أول به حديث (إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيداً منكم) وحاصله أن أفضليته من جهة زيادة صبره في شدة الفتن، وزيادة الكروب لاتفاق الروم عليه، ومحاصرة الدجال له، لا من جهة زيادة الثواب والرفعة عند اللّه تعالى.
وأما حديث أنه صلي الله عليه وسلم قال (لا يزداد الأمر إلا شدةً ولا الدنيا إلا شُحاً ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم) فمتكلم فيه وعلي تقدير صحته يحمل على أن المراد بها مهدي على الإطلاق سواه لوضعه الجزية. وإهلاكه الملل المخالفة لملتنا كما صحت به الأحاديث. أولاً مهدي معصوماً إلا هو. وخبر ابن عدي (المهدي من ولد العباس عمي) في إسناده وضاع.
وما صح عند الحاكم عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما (منا أهل البيت أربعة، منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا المنصور، ومنا المهدي).
المراد بأهل البيت فيه ما يشمل جميع بني هاشم، وتكون الثلاثة الأول من نسل العباس والأخير من نسل فاطمة، فلا إشكال. وعلى تقدير أن المراد أن الأربعة من ولد العباس، يحمل الهدى في كلامه على ثالث خلفاء بني العباس، لأنه فيهم كعمر بن عبدالعزيز في بني أمية، لما أوتيه من العدل التام والسيرة الحسنة، ولأنه صح أن اسم المهدي يوافق اسمه ، واسم أبيه اسم أبيه. والمهدي هذا كذلك، قال في الصواعق الأظهر أن خروج المهدي قبل نزول عيسى وقيل بعده. وقد تواترت الأخبار عن النبي بخروجه، وأنه من أهل بيته، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأنه يساعد عيسى على قتل الدجال بباب لد، بأرض فلسين، وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلي عيسى خلفه. وأكثر الروايات متفقة علي تحقيق ملكه سبع سنين.
والشك في الزيادة إلى تمام تسع، وفي رواية تَحَقَّقَ ستٌ كما تقدم كل ذلك وفي بعض الآثار أنه يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع. وأنه بعد أن تعقد له البيعة بمكة يسير منها إلى الكوفة، ثم يفرق الجنود إلى الأمصار. وأن السنة من سنينه تكون مقدار عشر سنين، وأنه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى في الأرض خراب إلا يعمره.
وقال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين: في قوله تعالى {وإنه لعلم للساعة} أنها نزلت في المهدي، وجاء في رواية أخرى زيادة مدته على ما ذكر ففي رواية أنها أربعون سنة وفي روايةأنها إحدى وعشرون سنة وفي رواية أنها أربع عشرة سنة وروى غير ذلك أيضاً قال ابن حجر في رسالته القول المختصر في علامات المهدي المنتظر روايات سبع سنين أكثر وأشهر ويمكن الجمع على تقدير صحة جميع الروايات بزن ملكه متفاوت الظهور والقوة فالأربعون مثلاً باعتبار جملة ملكه والسبع ونحوها باعتبار غاية ظهور ملكه وقوته والعشرون ونحوها باعتبار الأمر الوسط؛ وفي الكشف للحافظ السيوطي عن جعفر وغيره أن المهدي يقوم سنة مائتين وعن أبي قبيل أن الناس يجتمعون عليه سنة أربع ومائتين وفي كلام المجدولي أن ظهوره يكون في يوم عاشوراء، وقال سيدي عبدالوهاب الشعراني في كتابه (اليواقيت والجواهر): المهدي من ولد الإمام حسن العسكري ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم هكذا أخبرين الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطل بمصر المحروسة عن الإمام المهدي حين اجتمع به ووافقه على ذلك سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى.
وقال الشيخ محيي الدين في الفتوحات: اعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه السلام، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً، وهو من عترة رسول اللّه ، من ولد فاطمة رضي اللّه تعالى عنها، جده الحسين بن علي ابن أبي طالب، ووالده الإمام الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي (بالنون)، ابن الإمام محمد التقي (بالتاء)، ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنهم. يواطئ اسمه اسم رسول الله ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يشبه رسول الله في الخلق (بفتح الخاء). وينزل عنه في الخَلق (بضم الخاء) إذ لا يكون أحد مثل رسول الله في أخلاقه، أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية، ويعدل به في الرعية، يمشي الخضربين يديه.
يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً يقفو أثر رسول الله لا يخطئ، له مَلَكٌ يسدده من حيث لا يراه، يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفاً من المسلمين، يشهد الملحمة العظمى، مأدبة الله بمرج عكا، يعز الله به الإسلام بعد ذله، ويحييه بعد موته، يوضع الجزية، ويعدو إلى الله تعالى بالسيف، فمن أبى قتل، ومن نازعه خذل، يحكم بالدين الخاص عن الرأي، ويخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء، فينقبضون منه لذلك، لظنهم أن الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهداً، وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال: واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم، وله رجال إلهيون، يقيمون دعوته وينصرونه، هم الوزراء له، يتحملون أثقال المملكة عنه، ويعينونه على ما قلده الله، وينزل الله عليه عيسى ابن مريم عليه السلام، بالمنارة البيضاء شرقي دمشق، متكئاً على ملكين، ملكاً عن يمينه، وملك عن يساره، والناس في صلاة العصر، فيتنحى له الإمام عن مقامه، فيتقدم فيصلي بالناس، يؤم الناس بسنة سيدنا محمد ، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقبض الله إليه المهدي طاهراً مطهراً، وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه في البيداء، فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرهاً يحشر على نيته. وقال في محل آخر من فتوحاته قد استوزر الله تعالى للمهدي طائفة خبأهم الله تعالى له في مكنون غيبه، أطلعهم كشفا وشهوداً على الحقائق، وما هو أمر الله في عباده، فلا يفعل المهدي شيئاً إلا بمشاورتهم، وهم على أقدام رجال من الصحابة، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم من الأعاجم، ليس فيهم عربي، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية، لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط، هو أخص الوزراء. ثم قال وهؤلاء الوزراء لا يزيدون عن تسعة، ولا ينقصون عن خمسة، لأن رسول الله شك في مدة اقامته خليفة، من خمس إلى تسعة، للشك الذي وقع في وزرائه. فلكل وزير معه إقامة سنة. فإن كانوا عاش خمساً.
وإن كانوا سبعة عاش سبعاً وإن كانوا تسعة عاش تسعاً. ولكل سنة أحوال مخصوصة. وعلم يختص به وزيرها، ويقتلون كلهم إلا واحداً، في مرج عكا في المأدبة الإلهية التي جعلها الله مائدة للسباع والطيور والهوام. وذلك الواحد الذي يبقى لا أدري هل هو ممن استثنى الله في قوله تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}. أو هو يموت في تلك النفخة، وإنما شككت في مدة إقامة المهدي إماماً في الدنيا، لأني ما طلبت من الله تحقيق ذلك أدباً معه تعالى أن أسأله في شيء من ذات نفسي، ولما سلكت معه هذا الأدب، قيض الله تعالى واحداً من أهل الله عز وجل، فدخل علي وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء، ابتداء وقال لي هم تسعة، فقلت له إن كانوا تسعة فإن بقاءالمهدي لا بد أن يكون تسع سنين. وأطال في بيان ذلك. وقال في محل آخر من فتوحاته: أنه يحكم بما ألقى إليه الملك الإلهام من الشريعة. وذلك أنه يلهم الشرع المحمدي فيحكم به. كما أشار إليه حديث المهدي، يقفو أثري لا يخطئ، فعرفنا أنه متبع لا مبتدع، وأنه معصوم في حكمه، فعلم أنه يحرم عليه القياس مع وجود النصوص التي منحه الله إياها على لسان ملك الإلهام، بل حرم بعض المحققين القياس على جميع أهل الله. لكون رسول اللّه مشهوداً لهم، فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم رجعوا إليه في ذلك، فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة.
ولا يخفى أن ما ذكره من كون جده الحسين مناف لما مر في بعض الروايات من كون اسم أبيه يواطئ اسم أبي رسول الله : وأن ما ذكره من كون المحقق في مدة إقامته إماماً خمس سنين، مناف لما مر عن الصواعق أخذاً من الأحاديث السابقة من كون المحقق ست سنين، وأما ما ذكره من كونه يضع الجزية ويقتل من لم يسلم، مناف لما مر من كون ذلك لعيسى. وأن ما ذكره من كون عيسى هو الذي يصلي بالناس حين ينزل، مناف لما مر من كون الذي يصلي بهم حينئذ هو المهدي. ثم ما ذكره من أن عيسى ينزل والناس في صلاة العصر، مناف لما في السيرة الحلبية من أنه ينزل والناس في صلاة الفجر، وفيها أنه يتزوج بامرأة من جذام (قبيلة باليمن) ويولد له ولدان، يسمى أحدهما محمد، والآخر موسى: وأن مدة مكثه سبع سنين على ما في مسلم. وبها تكون مدة حياته في الأرض أربعين. لتنبئه وهو ابن ثلاثين سنة. ورفعه وهو ابن ثلاث وثلاثين. وأنه يدفن عند نبينا . وأن ظهور المهدي بعد أن يخسف القمر في أول ليلة من رمضان، وتكسف الشمس في النصف منه. فإن مثل ذلك لم يوجد منذ خلق الله السموات والأرض.
وفي الكشف للحافظ السيوطي من طرق عديدة أن عيسى يمكث بعد نزوله أربعين سنة. وفي الاعلام له أن عيسى إنما يحكم بشريعة نبينا محمد ، كما نص عليه العلماء ووردت به الأحاديث وانعقد عليه الاجماع، وأنه لا يصلح أن يكون مقلداً في حكمه مذهباً من المذاهب. ثم ذكر لمعرفته الشريعة المحمدية طرقاً منها، أنه يمكن أن يفهم جميع أحكام الشريعة من القرآن. من غير احتياج إلى الحديث كما فهمها منه نبينا لانطوائه على جميعها. وإن قصرت أفهام الأمة عن فهم ما يفهمه صاحب النبوة. ويدل على فهم نبينا جميعها منه قول الشافعي رضي الله عنه جميع ما حكم به النبي ، فهو مما فهمه من القرآن، بل قوله (وإني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه، ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه).
ومنها أن عيسى إذا نزل يجتمع به .. فلا مانع من أن يأخذ عنه ما يحتاج إليه من أحكام شريعته، وكم من ولي ثبت أنه اجتمع به يقظة، وأخذ عنه. فعيسى أولى. ثم ذكر أنه بعد نزوله يوحى إليه بجبريل وحياً حقيقياً. وأطال في الاحتجاج لذلك والرد على منكره. هذا ويجود أن يكون طريق معرفته للأحكام الإلهام، نظير ما مر عن ابن عربي في المهدي، والله أعلم.
وأما حديث أنه صلي الله عليه وسلم قال (لا يزداد الأمر إلا شدةً ولا الدنيا إلا شُحاً ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم) فمتكلم فيه وعلي تقدير صحته يحمل على أن المراد بها مهدي على الإطلاق سواه لوضعه الجزية. وإهلاكه الملل المخالفة لملتنا كما صحت به الأحاديث. أولاً مهدي معصوماً إلا هو. وخبر ابن عدي (المهدي من ولد العباس عمي) في إسناده وضاع.
وما صح عند الحاكم عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما (منا أهل البيت أربعة، منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا المنصور، ومنا المهدي).
المراد بأهل البيت فيه ما يشمل جميع بني هاشم، وتكون الثلاثة الأول من نسل العباس والأخير من نسل فاطمة، فلا إشكال. وعلى تقدير أن المراد أن الأربعة من ولد العباس، يحمل الهدى في كلامه على ثالث خلفاء بني العباس، لأنه فيهم كعمر بن عبدالعزيز في بني أمية، لما أوتيه من العدل التام والسيرة الحسنة، ولأنه صح أن اسم المهدي يوافق اسمه ، واسم أبيه اسم أبيه. والمهدي هذا كذلك، قال في الصواعق الأظهر أن خروج المهدي قبل نزول عيسى وقيل بعده. وقد تواترت الأخبار عن النبي بخروجه، وأنه من أهل بيته، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأنه يساعد عيسى على قتل الدجال بباب لد، بأرض فلسين، وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلي عيسى خلفه. وأكثر الروايات متفقة علي تحقيق ملكه سبع سنين.
والشك في الزيادة إلى تمام تسع، وفي رواية تَحَقَّقَ ستٌ كما تقدم كل ذلك وفي بعض الآثار أنه يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع. وأنه بعد أن تعقد له البيعة بمكة يسير منها إلى الكوفة، ثم يفرق الجنود إلى الأمصار. وأن السنة من سنينه تكون مقدار عشر سنين، وأنه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى في الأرض خراب إلا يعمره.
وقال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين: في قوله تعالى {وإنه لعلم للساعة} أنها نزلت في المهدي، وجاء في رواية أخرى زيادة مدته على ما ذكر ففي رواية أنها أربعون سنة وفي روايةأنها إحدى وعشرون سنة وفي رواية أنها أربع عشرة سنة وروى غير ذلك أيضاً قال ابن حجر في رسالته القول المختصر في علامات المهدي المنتظر روايات سبع سنين أكثر وأشهر ويمكن الجمع على تقدير صحة جميع الروايات بزن ملكه متفاوت الظهور والقوة فالأربعون مثلاً باعتبار جملة ملكه والسبع ونحوها باعتبار غاية ظهور ملكه وقوته والعشرون ونحوها باعتبار الأمر الوسط؛ وفي الكشف للحافظ السيوطي عن جعفر وغيره أن المهدي يقوم سنة مائتين وعن أبي قبيل أن الناس يجتمعون عليه سنة أربع ومائتين وفي كلام المجدولي أن ظهوره يكون في يوم عاشوراء، وقال سيدي عبدالوهاب الشعراني في كتابه (اليواقيت والجواهر): المهدي من ولد الإمام حسن العسكري ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم هكذا أخبرين الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطل بمصر المحروسة عن الإمام المهدي حين اجتمع به ووافقه على ذلك سيدي علي الخواص رحمهما الله تعالى.
وقال الشيخ محيي الدين في الفتوحات: اعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه السلام، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً، وهو من عترة رسول اللّه ، من ولد فاطمة رضي اللّه تعالى عنها، جده الحسين بن علي ابن أبي طالب، ووالده الإمام الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي (بالنون)، ابن الإمام محمد التقي (بالتاء)، ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنهم. يواطئ اسمه اسم رسول الله ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يشبه رسول الله في الخلق (بفتح الخاء). وينزل عنه في الخَلق (بضم الخاء) إذ لا يكون أحد مثل رسول الله في أخلاقه، أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية، ويعدل به في الرعية، يمشي الخضربين يديه.
يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً يقفو أثر رسول الله لا يخطئ، له مَلَكٌ يسدده من حيث لا يراه، يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفاً من المسلمين، يشهد الملحمة العظمى، مأدبة الله بمرج عكا، يعز الله به الإسلام بعد ذله، ويحييه بعد موته، يوضع الجزية، ويعدو إلى الله تعالى بالسيف، فمن أبى قتل، ومن نازعه خذل، يحكم بالدين الخاص عن الرأي، ويخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء، فينقبضون منه لذلك، لظنهم أن الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهداً، وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال: واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم، وله رجال إلهيون، يقيمون دعوته وينصرونه، هم الوزراء له، يتحملون أثقال المملكة عنه، ويعينونه على ما قلده الله، وينزل الله عليه عيسى ابن مريم عليه السلام، بالمنارة البيضاء شرقي دمشق، متكئاً على ملكين، ملكاً عن يمينه، وملك عن يساره، والناس في صلاة العصر، فيتنحى له الإمام عن مقامه، فيتقدم فيصلي بالناس، يؤم الناس بسنة سيدنا محمد ، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقبض الله إليه المهدي طاهراً مطهراً، وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه في البيداء، فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرهاً يحشر على نيته. وقال في محل آخر من فتوحاته قد استوزر الله تعالى للمهدي طائفة خبأهم الله تعالى له في مكنون غيبه، أطلعهم كشفا وشهوداً على الحقائق، وما هو أمر الله في عباده، فلا يفعل المهدي شيئاً إلا بمشاورتهم، وهم على أقدام رجال من الصحابة، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم من الأعاجم، ليس فيهم عربي، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية، لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط، هو أخص الوزراء. ثم قال وهؤلاء الوزراء لا يزيدون عن تسعة، ولا ينقصون عن خمسة، لأن رسول الله شك في مدة اقامته خليفة، من خمس إلى تسعة، للشك الذي وقع في وزرائه. فلكل وزير معه إقامة سنة. فإن كانوا عاش خمساً.
وإن كانوا سبعة عاش سبعاً وإن كانوا تسعة عاش تسعاً. ولكل سنة أحوال مخصوصة. وعلم يختص به وزيرها، ويقتلون كلهم إلا واحداً، في مرج عكا في المأدبة الإلهية التي جعلها الله مائدة للسباع والطيور والهوام. وذلك الواحد الذي يبقى لا أدري هل هو ممن استثنى الله في قوله تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}. أو هو يموت في تلك النفخة، وإنما شككت في مدة إقامة المهدي إماماً في الدنيا، لأني ما طلبت من الله تحقيق ذلك أدباً معه تعالى أن أسأله في شيء من ذات نفسي، ولما سلكت معه هذا الأدب، قيض الله تعالى واحداً من أهل الله عز وجل، فدخل علي وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء، ابتداء وقال لي هم تسعة، فقلت له إن كانوا تسعة فإن بقاءالمهدي لا بد أن يكون تسع سنين. وأطال في بيان ذلك. وقال في محل آخر من فتوحاته: أنه يحكم بما ألقى إليه الملك الإلهام من الشريعة. وذلك أنه يلهم الشرع المحمدي فيحكم به. كما أشار إليه حديث المهدي، يقفو أثري لا يخطئ، فعرفنا أنه متبع لا مبتدع، وأنه معصوم في حكمه، فعلم أنه يحرم عليه القياس مع وجود النصوص التي منحه الله إياها على لسان ملك الإلهام، بل حرم بعض المحققين القياس على جميع أهل الله. لكون رسول اللّه مشهوداً لهم، فإذا شكوا في صحة حديث أو حكم رجعوا إليه في ذلك، فأخبرهم بالأمر الحق يقظة ومشافهة.
وصاحب هذا المشهد لا يحتاج إلى تقليد أحد من الأئمة غير رسول الله .
ولا يخفى أن ما ذكره من كون جده الحسين مناف لما مر في بعض الروايات من كون اسم أبيه يواطئ اسم أبي رسول الله : وأن ما ذكره من كون المحقق في مدة إقامته إماماً خمس سنين، مناف لما مر عن الصواعق أخذاً من الأحاديث السابقة من كون المحقق ست سنين، وأما ما ذكره من كونه يضع الجزية ويقتل من لم يسلم، مناف لما مر من كون ذلك لعيسى. وأن ما ذكره من كون عيسى هو الذي يصلي بالناس حين ينزل، مناف لما مر من كون الذي يصلي بهم حينئذ هو المهدي. ثم ما ذكره من أن عيسى ينزل والناس في صلاة العصر، مناف لما في السيرة الحلبية من أنه ينزل والناس في صلاة الفجر، وفيها أنه يتزوج بامرأة من جذام (قبيلة باليمن) ويولد له ولدان، يسمى أحدهما محمد، والآخر موسى: وأن مدة مكثه سبع سنين على ما في مسلم. وبها تكون مدة حياته في الأرض أربعين. لتنبئه وهو ابن ثلاثين سنة. ورفعه وهو ابن ثلاث وثلاثين. وأنه يدفن عند نبينا . وأن ظهور المهدي بعد أن يخسف القمر في أول ليلة من رمضان، وتكسف الشمس في النصف منه. فإن مثل ذلك لم يوجد منذ خلق الله السموات والأرض.
وفي الكشف للحافظ السيوطي من طرق عديدة أن عيسى يمكث بعد نزوله أربعين سنة. وفي الاعلام له أن عيسى إنما يحكم بشريعة نبينا محمد ، كما نص عليه العلماء ووردت به الأحاديث وانعقد عليه الاجماع، وأنه لا يصلح أن يكون مقلداً في حكمه مذهباً من المذاهب. ثم ذكر لمعرفته الشريعة المحمدية طرقاً منها، أنه يمكن أن يفهم جميع أحكام الشريعة من القرآن. من غير احتياج إلى الحديث كما فهمها منه نبينا لانطوائه على جميعها. وإن قصرت أفهام الأمة عن فهم ما يفهمه صاحب النبوة. ويدل على فهم نبينا جميعها منه قول الشافعي رضي الله عنه جميع ما حكم به النبي ، فهو مما فهمه من القرآن، بل قوله (وإني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه، ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه).
ومنها أن عيسى إذا نزل يجتمع به .. فلا مانع من أن يأخذ عنه ما يحتاج إليه من أحكام شريعته، وكم من ولي ثبت أنه اجتمع به يقظة، وأخذ عنه. فعيسى أولى. ثم ذكر أنه بعد نزوله يوحى إليه بجبريل وحياً حقيقياً. وأطال في الاحتجاج لذلك والرد على منكره. هذا ويجود أن يكون طريق معرفته للأحكام الإلهام، نظير ما مر عن ابن عربي في المهدي، والله أعلم.
- السلطان ظل الله فى الأرض فمن أكرمه، أكرمه الله، ومن أهانه، أهانه الله
- أولياء الله هُمُ الَّذِينَ إذا رُءُوا ذُكِرَ الله تَعَالَى
- يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان فى دينه صلباً اشتد بلاؤه
تعليقات: 0
إرسال تعليق