-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الاثنين، 25 مارس 2019

ومن هنا تتضح خطورة تولي أمر الدعوة بواسطة من هم غير مؤهلين

ومن هنا تتضح خطورة تولي أمر الدعوة بواسطة من هم غير مؤهلين
=

برهانيات كوم 

ومن هنا تتضح خطورة تولي أمر الدعوة بواسطة من هم غير مؤهلين لذلك وعبر مناهج دينية و تربوية لا تلتقي مع تعاليم الدين الإسلامي السمحة بل تعمل ضدها وما أكثر غير المؤهلين ممن يتخذون من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلغوا عنى ولو آية) ذريعة لإرشاد الناس فى هذا الدين الحنيف بالقول بالرأى وعدم الاعتراف بفضل الأئمة المجتهدين فى الشريعة وإنكار فضل علماء الصوفية الأفاضل، وقد صدق فيهم قول سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه {إياكم وأصحاب الرأى فإنهم قوم أعجزتهم الحيلة على حفظ أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم}، ولكنهم لم يقفوا عند هذا الحد بل ظلوا يعمون الناس عن قدر المصطفى صلى الله عليه وسلم ويرفعون من أقدار مشايخهم، ونسوا الآية الشريفة (لتعزروه وتوقروه) التي قال فيها الإمام الشافعي رضي الله عنه {علمتنا هذه الآية ان احترام النبي أولى من اتباعه}.
وقال صلي الله عليه وسلم (مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك) و قال ايضاً (إني أوشِك ان اُدعي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله، حبل ممدود من الارض الي السماء وعترتي اهل بيتي وإن اللطيف اخبرني انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض يوم القيامة فانظروا بما تخلفونني فيهما) رواه الإمام احمد.
ومما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه في هذا الصدد
يا آلَ بيتِ رسولَ اللهِ فرض مِنَ اللهِ في القرآنِ أنزلهُ
يكفيكمُ ُمِن عظيمِ الفخرِ أنَّكُمُ مَن لم يُصلِّ عليكم لا صلاة له
وقال سيدي فخر الدين :
ولِئن سألتم ما الكتابِ فإنه مِما رواهُ اماجِدُ الاعلامِ
نِعم الهداةَ حقائقاً قد سطروا فهُمُوا اُولِي القدرِ الجليلِ السامي
اخواني اخواتي .. ابنائي بناتي
لم يقف الامر عند هذا الحد فقد حملوا راية العداء لأولياء الله الصالحين رضوان الله عليهم وأنكروا عطاء الله لنبيه من شفاعة وحرّموا على الأمة التوسل والتبرك، إنه داء العصر، وان النتيجة الواقعية التي يعيشها العالم نتيجة ذلك، هي تلك السمعة السيئة التي اُلصِقت بالإسلام وهو برئ منها، وبروز ظاهرة التطرف التى تقود إلى الإرهاب والحجر علي عدد من حقوق الإنسان التي كفلها الله وإظهار الإسلام كأنه دين متخلِّف لا صِلة له بالعلم والتقنية والتطور ولا يراعي حقوق الإنسان .
اخواني اخواتي .. ابنائي و بناتي
لقد استشري هذا الداء ... داء العصر والعالم الإسلامي يقبل علي عصر العولمة الثقافية ويواجه فيه مخاطر الغزو الثقافي الغربي في وقت اعمل فيه الفقر بكل معاوله لهدم البنية الاجتماعية لجانب كبير من الامة الاسلامية الشئ الذي يهدد بانهيار ثقافة وسلوك وحضارة الامة الاسلامية خلال سنوات قليلة مما يقتضي بالضرورة الاستعداد المناسب لذلك.
ولعله من البديهي ان مواجهة ذلك لا يتم الا باتباع اساليب ذات أبعاد ومرتكزات استراتيجية ليس لتبادل الحوار مع العالم فحسب بل والإرسال بقوة، ولعله من المهم للعالم الإسلامي وهو يخطط للتصدي لمهام العصر القادم فانه يجدر به استعراض تجربة الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية التي طرحت نموذجاً إسلامياً صوفياً راقياً يشكل دواء العصر بكل المقاييس، وباشرت عملياً عولمة الاسلام و قامت بتحطيم الحدود الجغرافية بين الدول مما ادي الي انسياب النور البرهاني الإسلامي الصوفي في معظم انحاء العالم حتي في أوربا والولايات المتحدة وغيرها من بلاد الغرب التي تعاني الان من ويلات التطرف والممارسات الدعوية الخاطئة والمنحرفة، فيما يزيد عن الخمسين دولة واستطاعت الطريقة ان تغزو القلوب في تلك المناطق في لطفٍ ولينٍ ويسرٍ ومحبةٍ واكتسبت حب الناس حتي صارت مضرباً للأمثال، وقد تم كل ذلك رغم تباين الظروف البيئية والتطور التكنلوجي الهائل في تلك البقاع من العالم وتعدد اللهجات واللغات والعادات والتقاليد لتصبح الخرطوم محوراً ومرتكزاً بل ومرجعاً أساسياً لتبادل الحوار مع شعوب العالم، وسيكون من غير المنطقي الا يستفيد السودان والعالم الإسلامي من هذه التجربة الفريدة.
اخواني اخواتي .. ابنائي بناتي
ان مواجهة المخططات الأجنبية ومخاطر العولمة الثقافية والغزو الفكري الغربي في ظل غياب او عدم الاهتمام بالإرشاد او عبر جهات غير مؤهلة لذلك يؤدي الي كشف صدر الامة الإسلامية عارياً بالكامل امام سهام المخططات الأجنبية الثقافية والدينية المسمومة.
ولعله آن الاوان للعالم الإسلامي لتقاسم الأدوار بين الدولة والطرق الصوفية تتولي بموجبه الطرق الصوفية مسئولية (التنمية الاخلاقية) تزكية النفوس وتربيتها وصبغها بالقيم النبيلة من صدق وامانة والتزام الخ عبر الاسلوب والوسيلة التي ارتضاها المولي سبحانه وتعالي، بينما تتولي الدولة ( التنمية العقلية) أي عملية التأهيل العلمي للمواطن بجانب قدر من برامج التربية، وان ذلك سيؤدي الي لقاء ثمرة التنمية العقلية والتنمية الاخلاقية لتشكل المواطن الإسلامي الصالح الذي سيصبح فيما بعد الركيزة الاساسية للنهضة الاسلامية الشاملة ويشكل الوحدة الراسخة المتماسكة المتزنة داخل الجماعة التي تقود الي السلم والأمن الدوليين ... وان أي إنسانٍ ذاكرٍ ذو قلبٍ ملئ بالحب لن يشع منه الا الحب والخير للبشرية ويسعي الي خير الناس وإعمار الارض بدلاً من تدميرها، وعلي هذا فان الأساس المتين لحماية الناس وحسن إدارة الارض يكمن في التربية الاخلاقية التي يجسدها التصوف الإسلامي الذي ظل ولا زال وسيظل يحمل اسس وتعاليم وقيم الدين الإسلامي الأصيلة دون تحريف او تشويه ...
لقد حاول البعض التشكيك فى التصوف وإظهاره فى ثوب الخارج على الدين والشرع، وما التصوف إلا الترقى بين مراتب الدين إسلامه وإيمانه وإحسانه، وقد ميز علماء الصوفية الذين هم أعلام الفقه فى كل زمان ومكان بين هذه المراتب التى يؤدى الخلط بينها إلى الهاوية التى وصل الناس إليها الآن من فشل فى أساليب الدعوة التى لا يستجيب لها أحد اللهم إلا شارد.
أما المتصوفين الذين شغلوا بالمناقب وتركوا الأوراد فقد تخلى عنهم الإمداد وصاروا يحملون أسماء الأباء من غير ميراث، ونحن هنا نبين للناس أن التصوف علم وعمل
اخواني اخواتي ... ابنائي وبناتي ... قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
من كمال العطاء من فيض وهب أيها الناس جاءكم إبراهيم
فالعلم المفروض على كل مسلم ومسلمة هو علم الفرائض التى لا يستقيم شرع مسلمٍ ولا ولىٍ إلا بها، حيث يأخذ الشيخ بيد المريد ليعلمه النوافل، وكما أن النافلة ظِل للفريضة وكما أن الشهادة لله والرسول باب الإسلام فإن نافلة الشهادة {ذكر الله والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم} تشكِّل باب الإيمان وهى باب السير إلى الله ?ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين? المائدة، ... والإيمان بضع وسبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق إلى الله وهى النفس الأمارة بالسوء.
أمارة بالسوء بئس شرابها فهو الزعاف وقمة البلواءِ
فى قتلها نعم الثواب لقاتل عنكم أماط مصادر الإيذاء
وأعلاها شهادة أن لا إله إلا الله شهادة عيان لا شهادة لسان ...
من شاهد الوجه الكريم فهل له أن يستسيغ الراح بالقيعان
اخواني اخواتي .. ابنائي بناتي
إن الدين هو مصدر الهداية للناس ومصدر التشريع ولكنه ليس مِحور سيادة دولة علي دولة أو تسلط فئة علي مجتمع، وان الاسلام الصوفي وجد القبول عند عامة الناس في شتي بقاع العالم حيث وحدت الطرق الصوفية الكثير من الشعوب والقبائل وذلك لاعتمادها علي قيم الإسلام التي تساوي بين البشر، إن الإسلام قد إنساب بلطف في معظم أرجاء العالم عبر القرون الماضية ليس فيه قسر ولا إكراه ولا عنف ولا يعرف الغلظة ولا الفظاظة ولا القسوة ولا العنف وتمكن من وجدان المسلمين بل واصبح ضرورة اجتماعية بجانب انه مصدر للهداية ومصدر للقيم الفاضلة والأخلاق الكريمة التي هي أساس المعاملة بل ان الدين الإسلامي الصوفي تجسَّد في المعاملة، واثبت عملياً ان العبادات ليست حركات شكلية و إنما أدوات لتزكية الأخلاق تعمل لبناء الشخصية الإنسانية السوية والإنسان الصالح المتصف بالصدق والأمانة والعِفة والتواضع نتيجة للذكر والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم والقدوة الحسنة, لا بالقهر التشريعي ولا العقاب القانوني ولا سلطان الدولة ?ولو شاء ربُك لآمَنَ مَن في الارضِ كُلهم جميعاً أفأنتَ تُكرِهُ الناسَ حتي يكونوا مؤمنين? ?ولو كُنتَ فظَّاً غليظَ القلبِ لانفضّوا مِن حولك? ?اُدعُ الي سبيلِ رِّبكَ بالحِكمةِ والموعظةِ? ?فسألوا اهلَ الذِكرِ إن كُنتم لا تعلمون



مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم