درس خاص من مولانا رضي الله عنه, كيف التعامل مع الأخوان:
مرةً حضرتُ لمولانا الشيخ بعد العصر حيث يجلس في الحوش (البهو الخارجي) علي كرسي بسيط من المواسير و مجلد بالحبل و عليه مساند و ضعت أمامه سجادة لمن يريد أن يسلم عليه و يجلس.
و بجانب كرسي مولانا و ضعت كنبة من نفس مواد الكرسي و عليها مساند من القطن.
و عندما دخلت كان العم سيد مراد يجلس علي كرسي في الزاوية البعيدة من مكان مولانا.
و عندما سلمت علي مولانا الشيخ جلست عي السجادة أمامه علي حافة رجلي اليسري مع بقاء اليمني في حالة زاوية حادة.
قال لي مولانا الشيخ: "أقعد كويس".
أخذت الموضوع بفهمي و ما يقتضيه الأمر فأمعنت في التأدب بالجلوس فعكفت رجلي الأخري و جلست كما يحدث في الصلاة.
و لكنه لم يدعني و قال لي: "ما بقصد كَده, قوم أقعد فوق و أشار إلي الكرسي بجواره".
قلت له: "يا مولانا كِده كويس" أي أن أبقي جالساً علي الأرض.
قال لي: " لا ما كويس". قلت له: " لا كويس" قال: "لا ما كويس". "لا كويس" "لا ما كويس" ....
إلي أن قرصني في أذني اليمني و قال لي: "قلت ليك قوم أقعُد فوق, نحنا أولاد الطريقة ديل بنخاف منَّهُم". فلم يكن بعد ذلك من بد من أن أجلس في الكرسي بجواره متجهاُ بكلي جسداً و روحاً إليه- بأبي أنت و أُمّي يا حبيبي يا مولانا.
قلتُ بعدها لنفسي: ما هي هذه العظمة, مولانا الشيخ هو الذي صنع أولاد الطريقة و يخاف منهم. هذه طريقة عجيبة و شيخ أعجب.
ثمّ قلت أيضاً أن هناك درسٌ يستفاد من هذا الموقف,
و هو: أن يضع الشخص حساب لأي أبن طريقة – صغير كبير وزير غفير مش شغلك – لأنه أنت لا تعرف السِّر الذي يضعه المشائخ في هذا الأخ. و كما قلت مولانا الشيخ مرات يقول لك: "جدِّع لينا معاك, يا عمّي الشيخ". جدَّع لينا = أقرأ لنا أو أدعو لنا أو أشحد لنا كله معني واحد. لقد وجدت إشارة لهذا المعني في قولِ مولانا الشيخ:
و لا فتيً غيرَ مَن يسعَي بذمتنا و ليسَ مَن قَالَ حَطَّ الذِّكرُ أوزاري
و هذا هو الخلق النبوي الذي يتحدث عنه الحديث الشريف: " المؤمنون تتكافي دماؤهم يسعى بذَمَّتهم أدناهم". قيل لمولانا الشيخ: ماذا يفعل ابن الطريقة ليجازي الشيخ؟ قال: "يجازيه في أولاد الطريقة".
تعليقات: 0
إرسال تعليق