-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأحد، 25 فبراير 2018

شرح معنى والتقى فيك يا مـؤمـل قـوم كلما عاينوك غار الوجــود

شرح معنى والتقى فيك يا مـؤمـل قـوم كلما عاينوك غار الوجــود
شرح معنى والتقى فيك يا مـؤمـل قـوم كلما عاينوك غار الوجــود


شرح معنى والتقى فيك يا مـؤمـل قـوم كلما عاينوك غار الوجــود


فى مدح الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم


حيث عز الشهود طاب شهودى يا على الجناب صح الشهـود
يا من الأمر حول جيدك عقـد وبك الأنبياء تعطى العـقـود
والتقى فيك يا مـؤمـل قـوم كلما عاينوك غار الوجــود

من أبدع ما نظمه الإمام فخر الدين رضى الله عنه هذه الأبيات التى تدور فكرتها حول مدحه الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وليس هذا جديدا، بل سبقه الكثير من الصحابة والتابعين، تصديقا لقوله تعالى ﴿لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيل﴾ وليس أدل على ذلك من خلع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بردته الشريفة اكراما لسيدنا سعد الأنصارى حينما مدحه، وهاهو سيدنا حسان بن ثابت شاعره صلى الله عليه وسلم تتوالى قصائده فى مدحه حتى أصبح مؤيدا بروح القدس.

وتمر السنون وتتوالى القرون ولا يزداد المحبون للرسول صلى الله عليه وسلم والهائمون به والمادحون له إلا حبا وعشقا، ومن هؤلاء سلطان العاشقين سيدنا عمر بن الفارض، والإمام البوصيرى صاحب البردة الشهيرة.

وفى عصرنا هذا نجد الأبيات السابقة تقرر فوز الإمام فخر الدين رضى الله عنه بمشاهدة الرسول صلى الله عليه وسلم فى مراتب عالية ويتجلى ذلك فى البيت الأول الذى يقول:

حيث عز الشهود طاب شهودى يا على الجناب صح الشهــود 


فنجد جمال اللفظ، فى كلمة (حيث) التى تدل على المكان أو المقام، أما كلمة (عز) فتوحى بالندرة وكلمة (طاب) توحى بالسعادة والرغد وطيب الإقامة، وقد صدق المشاهد فى(صح).

ومن المصاحبات اللغوية: الجمع بين (طاب وشهودي)، أما عن جمال الأسلوب نجده فى (يا على الجناب) حيث النداء الذى يدل على التعظيم والإجلال لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ومدى قربه من الجناب الإلهى.

ومن بديع البيت: حسن التقسيم حيث التناغم الموسيقى المنبعث من تتابع الجمل فى البيت.
أما عن البيت الثانى:

يا من الأمر حول جيدك عقـد وبك الأنبياء تعطى العقــود


فالتصوير البيانى حيث التشبيه البليغ فى قوله (الأمر حول جيدك عقد) فقد شبه الأمر بالعقد، وجمال المعنى حيث النداء فى (يا من الأمر) للتعظيم والاجلال، وكذا الفصل بين المبتدأ والخبر بشبه الجملة فى (حول جيدك) ما يدل على عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصرفه فى (عالم الأمر) كما أوضح أحد المحبين المادحين فى قصيدة سابقة بقوله (والأمر يبرمه هناك لسانه).

وأسلوب القصر حيث التقديم والتأخير فى (بك) لتخصيصه صلى الله عليه وسلم، فبه وحده دون سواه يعطى الأنبياء عقودهم، وحذف الفاعل فى بناء الفعل (تعطي) للمجهول تعظيما للفاعل وعلما به لأنه هو الحق تبارك وتعالى.

ومن البديع: الجناس الناقص بين (عقد والعقود) مما يجذب الانتباه ويعطى نغما موسيقيا، ومن المصاحبات اللغوية (جيد وعقد) و (تعطى العقود) والبيت فى مجمله يبدى تأثر الإمام بالقرآن الكريم وذلك فى قوله تعالى ﴿وإذ أخذ الله ميثاق النبيين﴾.




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم