-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 21 فبراير 2018

شرح معنى أيا نار نوري في قلوب أحبتـي تري أين من يزكيك أين زكاتك

شرح معنى أيا نار نوري في قلوب أحبتـي تري أين من يزكيك أين زكاتك
شرح معنى أيا نار نوري في قلوب أحبتـي تري أين من يزكيك أين زكاتك



شرح معنى أيا نار نوري في قلوب أحبتـي تري أين من يزكيك أين زكاتك


الحمد لله القابض الباسط والأول الآخر المحيي المميت تبارك في تضاد أسمائه، تحير العارفون به في جليل جميل صفاته ولم يدركوا كنه ذاته من تجليات أفعاله وأسمائه وصفاته والصلاة والسلام على من خلقه من نور جمال وجهه وجلله بنار الشوق إليه والوقوف بين يديه أحمد المحمود ذاتا وصفاتا وعلى آل بيت كريم السوح عترته الغر الميامين، وإن أحلى مافي لسان العرب تضاد المباني لتبيان المعاني وإبطان المراد لتحصيل الرشاد، وقد كان للعرب في أمثالها وحكمها دروبا فقالوا(فلان جبان الكلب) وأرادوا بها أن فلان هذا كريم لأن كلبه إعتاد على الضيوف ليل نهار يغشون الدار في كل وقت فعدم النباح وملاحقة الأشخاص، وقال امرؤ القيس يصف حصانه 

مكر مفرمقبل مدبر معا، فالكر والفر والإقبال والإدبار متضادات أظهرت قدرة الفرس على القيام بما استحال فحسن الوصف وجل الواصف.وكذلك شكوى الحبيب من حبيبه الذي جارعليه فقال

أصم لا يسمع الشكوى وأبكم لم يحر جوابا وعن حال المشوق عـمـي


فمن شدة وصفه لحبيبه صار مدحه ذما وكحال العصفور في قبة النبي سليمان لما أراد أن يظهر حبه لعصفورته قال لها أطلبي أي شئ تريدين حتى لو طلبت أن أهدم هذه القبة على رأس سليمان لفعلت،فلما عاتبه سيدنا سليمان قال سماح يانبي الله هذا لسان حال المحب

ولكن إذاطرقنا هذا الباب في ديوان شراب الوصل نجد شيئا جديدا على استخدام التضاد إذ يقول سيدي فخر الدين رضي الله عنه

العين بالعين القصاص شريعة أوليس منها يستقي الأحبـاب

أراد سيدي فخر الدين أن يصف شراب أحبابه وهو شئ جميل رائق صافي عذب فكيف يبدأ البيت بالكلام عن القصاص والحدود والشريعة التي وصفها سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه بأنها قمقم يحبس المريد فيه نفسه، كيف يجتمع الشراب الذي يكون حال تناوله التلذذ مع سجن وشريعه وقصاص وهنا يكون مراد الشيخ في تحير المحب ليغوص ولها في بطن المعاني المتضادة للأسماء الإلهية، فالعين بالعين لايقصد بها قصاص الحدود بل عيون الأسماء المتضادة فيقتص من المميت بالمحيي ومن الذل بالمعز ومن القابض بالباسط فيجتمع الجلال بالجمال فيشرب الأحباب من عين الكمال وكما ترنم سيدي فخر الدين رضي الله عنه بقوله:

أيا نار نوري في قلوب أحبتـي تري أين من يزكيك أين زكاتك


فبنار الشوق إليه نسعى وبنورالوجد فيه نهتدي لنشرب من بحار كمال أسماء صفاته وقد جل وعلا بذاته،وها أنت يا سيدي فخر الدين لايشق لك غبار فكيف اللحاق بك.

د. الوسيلة درار





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم