-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 21 فبراير 2018

شرح ومعنى : من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا

شرح ومعنى : من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا
شرح ومعنى : من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا


شرح ومعنى
من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا 


من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا 


الحمدلله الحى القيوم الذى خلق الموت والحياة والصلاة والسلام دائمين على خير من وطئت الذرى قدماه وخير من تشرَّف بجسده الشريف باطن الأرض وآله وصحبه.

من الأمور التى يُستدلُّ عليها بالمشاهدة اليومية ولا يمكن أن تخفى بأى حال من الأحوال على كل ذى عقل ـ خطفة الموت التى هى ـ كما نرى أسرع من طرفة عين؛إنه مجرد نفس يخرج من الرئتين ولا تستقبلان غيره إطلاقا وهى خطفة تأتى دون سابق انذار ودون استئذان

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمتـه ومـن تخطـئ يعَمـَّرْ فيهرمِ

وحينها ينتقل المرء من حياة إلى حياة أحيا ومن نوم إلى يقظة وفي الأثر (الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا) 

فالعيـش نـومٌ والمنيـةُ يقظـة والمــرءُ بينهما خيــالٌ سارِ

ويُشبَّهون الجسد بالمدينة أو القرية والروح بالوالى وهو المحكم فيها يدبَّر أمورها ويرعى مصالحها والموت هو عزل لهذا الوالى وفى عزله إطلاق من قيد الحدود (فما الموت إلا انتقال مخصوص على وجه مخصوص) ابن عربى. قال السهر وردى يتحدث عن حقيقة الموت:

قـل لأصحـاب رأونى ميـتـا فبكـونـى إذ رأونــى حزنـا
لا تظنــونــى بأنـى ميـت ليـس ذا المـيِّـت واللـه أنـا
أنا عصفــور وهـذا قفصـى طـرتُ عنـه فتخلـَّى رهـنـا
فاخلعوا الأنفـس عن أجسادهـا فتــرون الحـق حـقـا بينـا
لا ترُعْــكُمْ سكرة المـوت فمـا هــى إلا بانتقـال مـن هنـا

والصوفية هم أكثر فئة يحلو لها الحديث عن الموت بصدق فهم ينظرون إليه باشتياق وحنين وتتنفس أرواحهم الصعداء عند مفارقة سجنها الرهيب وقدعلموا بضرورة الحياة بعد الموت فعملوا بهمة عالية على قتل النفوس بتبريتها وتزكيتها:

موتُ الـنـفـوس حـيـاتُهـا مــن رام أنْ يـحـيـا يـموت

وينساب الحديث نظما عن النفس ممن فقه النفس وعلم جناياها الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى:

فمـن يُرضيــه حكـم اللـه عبد يصيـر الحـىَّ مـن بعـد الممـات 

فكل من يرضيه حكم الله وهو يتلخَّص في جهاد النفس لتزكيتها وهو الغاية من خلق الله للخلق{وما خلقت الجن الإنس إلا ليعبدون} ــ يصير الحىَّ من بعد الممات والرضاء بحكم الله إنما يكون بطاعته وتنفيذ أوامره ويكون المعنى ـ كما نرى ـ إن الذى يرضى بحكم الله ويذكره يصير حيا بعد أن كان ميتا قبل ذكره لله وهذا وجه بدليل قوله {مثل الذى يذكرُ ربه والذى لا يذكرُ ربَّه مثل الحيِّ والميت} والذكر ـ كما هو معلوم ـ يتبعه علم فهو حياة والغفلة يقترن بها الجهل والجهل موت وهنا تشبيه للذاكر لله بالحى والغافل عن ذكره بالميت.

ومعنى آخر هو أن من يرضى بحكم الله فيعلم ويعمل بما علم على الدوام يصير حيا ولو بعد الموت ولن يكون هذا الا بذكر الله وهنا تشبيهٌ للميِّت والذى كان ذاكرا لله في حياته الدنيا بالحى ووجه الشبه هو العمل واستمرار الاجر والفوز بالوصل:

من يفز بالوصل زلفى كان بعد الموت حيا 


ولعله يشير ـ أيضا ـ إلى بعض حديث للنبي صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية وعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعوله) 

الوسيلة ابراهيم




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم