-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 21 فبراير 2018

رؤية المحبوب : يراني بعيني من رآني في الرؤى

رؤية المحبوب : يراني بعيني من رآني في الرؤى
رؤية المحبوب : يراني بعيني من رآني في الرؤى


رؤية المحبوب
يراني بعيني من رآني في الرؤى


رؤية المحبوب


الحمد لله الواجد الماجد والصلاة والسلام على حبيبه سيد الأماجد وآله وصحبه ما سجد لله ساجد يعجز اللسان عن تبيان البيان وكلت المباني عن حمل المعاني إذ أن كل مبنى وكل معنى فيه يفنى حتى صار أعلى ما علمنا عنه داني وصدق من قال :

(دقَّت فرقَّت وكأنما خمر بلا قدح أو قدح بلا خمر)

فالقارئ للأبيات لايدري أينشغل بالمعاني أم يتلذذ بالنظر للأواني وهاهو سيدي فخر الدين رضي الله عنه يشغلنا ببديع أوانيه عن تذوق حلو معانيه، وقد أمسك بحروف ر - ا - ي لينسج منها (يراني بعيني من رآني في الرؤى) فتجده اتخذ من الألف نسيجا يطرزه مرة بالمد وأخري بالإهمال ويضعها مرة أخرى تاجا على رأس الواو أو يقصرها فتخرج في ثوب الياء كما أن حرف الراء يرقق ويفخم في انسياب ويسر ليخرج الأذن من نغم إلى آخر يناسب جلال الموقف أو جماله، أما قوله (بعيني) ولم يقل ببصيرتي فإن فيه تجسيداً للمعنى في أنه يعيش في بدن مريده حسيا وكأنه هو ولا يكفيه قلب مريده وروحه أي أن كل مريد رآه في الرؤية من حقه أن يقول إنه هو الشيخ محمد عثمان رضي الله عنه وهذا يذكرني بما حدث بين الإمام الجنيد حينما طرق باب شيخه الشبلي رضي الله عنهما فقال: من؟ 

فرد قائلا: أنت. 

فقال الشيخ: ادخل ياأنا. 


كما يذكرني بصدق سيدي فخر الدين حينما أستمع إلى صوته وهو ينشد في الحضرة بين مريديه:

أنا وحدي مامعي في الكون غيري أُبدي وجدي لبدورٍ طـالـعـات

فكل هذه الحضرة إنما هي هو ويتواجد بجمعه المفرد في حب مشايخه البدور الطالعات المتجلية ثم نعرِّج على الشطر الثاني وهو عجز البيت الذي يقول فيه (ويسمعني سمعي وتلك إرادتي) ولكن قبل أن أتكلَّم عن السمع أشطح إلى الإرادة لأنها لفظة قوية تعبر عن معنى رقيق كأن تقول حب جارف فلفظة جارف قد تخل بالمعنى الرقيق للحب، وقد يظن القارئ من أول وهلة أن كلمة إرادتي أي ما أريده بقدرتي وقوتي ولكن الإرادة هنا منها مريد ومراد والمريد هو المحب والمراد المحبوب ونحن هنا في السودان نستخدم كلمة الريد بدلا من كلمة الحب والمتصوفة الأكابر هم الذين يفرغون من سيرهم إلى الله بهمة وعزيمة يرددون اسم المحبوب دون جلب منفعة أودفع مضرة حتى يصل إلى نور الإسم الله ولكن لايصل إلى صاحب الاسم إلا بالريد بين المريد والمراد فتكون الجذبات وهي أعلى أنواع السير إلى الله وهذا الذي استخدمه سيدي فخر الدين رضي الله عنه في (وتلك إرادتي) أي انه ينجذب إليه المريد كما تنجذب قطعة الحديد إلى المغناطيس بسر قوة المغنطة بين الحبيب والمحبوب، ثم نعود إلى حروف السين التي تعني السر والسر بين الأحبة لاغيرهم والميم توحي بمعنى المعية والعين تضفي معنى الرؤية على السمع فكأنه يرى مايسمع فتتناسق المعاني بين صدر البيت وعجزه تناسقا فريدا ينقلك إلى جو روحانى ترى فيه بيدك وتسمع فيه بأنفك وتتنفس فيه بقلبك وصدق من قال:

إذا ما بدت ليلى فكلِّي أعينٌ وإن هي نادتني فكلِّي مسامعُ

كل هذاالشراب العذب ويلومني الجاهل على السكر فأين المفر لقلب فاض الحب على جوانحه فنطقت به جوارحه وكما عبر أستاذي د. عبدالله بأبيات لا أدري من قالها:

سَقَوني وقالوا لاتغنِّ ولوسَقَوا جبالَ شرورى ما سُقيتُ لغنَّتِ

الوسيلة إبراهيم درار




مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم