1 أنا فى أنا إنى وإنى فى أنا رحيقى مختوم بمسك الحقيقة
البسملة تسعة عشر حرفا ولقد بدأ الشيخ إفتتاح قصائدة بتسعة عشر بيتا مبسملا ومقدما نفسه للمتلقي كعادة الفقهاء لأن من شروط تلقي العلم أن تعرف عمن تتلقى فأظهر هويته بقولة أنا وأنا هي مظهر هوية المتحدث كما قال عز وجل (إنني أنا الله) 14طه { قل إنى أنا النذير المبين} 79 الحجر بلسان النذير أنا: اسم مكنى وهو المتكلم وحده ولا تثنية له ،ولما لم يكن بنفسه وكان قائما بحقه سبحانه وتعالى سلم له أن يقول أنا إنى ( القشيرى _ لطائف الإشارات)وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم (أنا النبي لاكذب أنا بن عبد المطلب) البخاري كما قال (أنا سيد ولد آدم ولافخر) مسلم وليخبرنا الشيخ عن هويته ذهب بنا إلى غيب الأحدية التى هي أعلى مراقي الإحسان بعد الإسلام والإيمان فالسالك إلى الله بعد الوصول إلى موطن تجليات الأسماء الإلهية يقول من هذا الموطن معرفا نفسه بـ (أنا) فإن سار في الأسماء ترحل من موطن الواحدية حتى يصل العبودة فيقول منها (إني) وهكذا متبعا شيخه أبو العينين
إن شئت فاطلبني وسلني في أنا أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي
ثم بعد أن أخبر عما حصل له من القرب عاد ليحدث عن عطاءه للمريدين فبعد أن طاف زهور الأسماء وأخذ حظه منها كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم( تخلقوا بأخلاق الله) الفقه على المذاهب الأربعة ، الخطيب وابن النجار عن أنس بلفظ أفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وخير ما أعطي الإنسان حسن الخلق، ألا وإن حسن الخلق من أخلاق الله عز وجل، وورد بألفاظ أخر،حمل الرحيق عائدا من الله مأذونا بالإرشاد في أمة الحبيب ليعطيهم رحيقه المختوم بمسك حقيقة الأسماء الإلهية وحقيقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
*** (يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) 26 المطففين ، رحيقى مختوم: الرحيق هو صفوة الخمر من قوله تعالى ( من رحيق مختوم) من خمر الجنة والمختوم المصون الذى لم يبتذل لأجل ختامه ،بمسك: المسك هو الطيب ويقال أطيب من ريح المسك ،الحقيقة: حقيقة الأمر أى يقين شأنه .