التصوف بكل لغات العالم :
وكان يقول: إذا كان المقتدي بالشرائع والكتاب واقفاً بين الأمر والنهي، كان فتحه حقيقياً حتى يفك به كل مشكل، ويحل به كل طلسم ويعرف به كل مبهم، وأما إذا كان فتحه حفظ كلام، وترتيب وصف مقامات، فذلك ليس بفتح، إنما هو حجاب له عن إدارك الإدارك. وعن مشاهدة علوم الحق، وليس من وصف كمن عرف وحمل ونطق بلسان العرفان، وكم من حملته العناية حتى شاهد ومع ذلك فلو سئل عن وصف المقامات ما وصفها، ومقصودي لجميع أولادي أن يكونوا ذائقين لا واصفين، وأن يأخذوا العلوم من معادنها الربانية لا من الصدور والطروس، فإن القوم إنما تكلموا عما ذاقوا وقلوبهم كانت ملآنة بعطاء الله تعالى ومواهبه، ففاضت منها قطرات من ماء الحياة التي فيها فانفجرت علومهم عن عين عين عين عين عن حاصل ماء الحياة. وأما الوصَّاف فإنما هو حاك عن حاك غيره، وعند التخلق والفائدة لا يجد نقطة ولا ذرة من ذوق القوم، وينادي عليه هذا الذي قنع بالقشور في دار الغرور، ولقد أدركنا رجالاً وأحدهم يستحيي أن يذكر مقاماً لم يصل إليه، ولو نشر بالمناشير ما وصفه، فيا جميع أولادي إذا سألكم أحد عن التصوف مثلاً أو عن المعرفة والمحبة فلا تجيبوه قط بلسان قالكم، حتى يبرز لكم من صدق معاملتكم ما برز للقوم فيكونُ كلامكم عن حاصل وعن محصول، فإذا قام أحدكم بالأوامر الدينية، وصدق في العمل، ترجم لسانه بالفوائد التي أثمرت من صدقه، وكل من ادعى الصدق والإخلاص ولم يحصل عنده ثمرة الأدب والتواضع فهو كاذب، وعمله رياء وسمعة، لا يثمر له إلا الكبر والعُجْبَ والنفاق وسوءَ الأخلاقِ شاء أم أبى.
وكان يقول: إذا كان المقتدي بالشرائع والكتاب واقفاً بين الأمر والنهي، كان فتحه حقيقياً حتى يفك به كل مشكل، ويحل به كل طلسم ويعرف به كل مبهم، وأما إذا كان فتحه حفظ كلام، وترتيب وصف مقامات، فذلك ليس بفتح، إنما هو حجاب له عن إدارك الإدارك. وعن مشاهدة علوم الحق، وليس من وصف كمن عرف وحمل ونطق بلسان العرفان، وكم من حملته العناية حتى شاهد ومع ذلك فلو سئل عن وصف المقامات ما وصفها، ومقصودي لجميع أولادي أن يكونوا ذائقين لا واصفين، وأن يأخذوا العلوم من معادنها الربانية لا من الصدور والطروس، فإن القوم إنما تكلموا عما ذاقوا وقلوبهم كانت ملآنة بعطاء الله تعالى ومواهبه، ففاضت منها قطرات من ماء الحياة التي فيها فانفجرت علومهم عن عين عين عين عين عن حاصل ماء الحياة. وأما الوصَّاف فإنما هو حاك عن حاك غيره، وعند التخلق والفائدة لا يجد نقطة ولا ذرة من ذوق القوم، وينادي عليه هذا الذي قنع بالقشور في دار الغرور، ولقد أدركنا رجالاً وأحدهم يستحيي أن يذكر مقاماً لم يصل إليه، ولو نشر بالمناشير ما وصفه، فيا جميع أولادي إذا سألكم أحد عن التصوف مثلاً أو عن المعرفة والمحبة فلا تجيبوه قط بلسان قالكم، حتى يبرز لكم من صدق معاملتكم ما برز للقوم فيكونُ كلامكم عن حاصل وعن محصول، فإذا قام أحدكم بالأوامر الدينية، وصدق في العمل، ترجم لسانه بالفوائد التي أثمرت من صدقه، وكل من ادعى الصدق والإخلاص ولم يحصل عنده ثمرة الأدب والتواضع فهو كاذب، وعمله رياء وسمعة، لا يثمر له إلا الكبر والعُجْبَ والنفاق وسوءَ الأخلاقِ شاء أم أبى.