-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

الأربعاء، 21 فبراير 2018

ما كتبه الدكتور بهاء الدين ماهر فى شرح : رفع الله للمتيم قدرا - شعار الحولية 2018

ما كتبه الدكتور بهاء الدين ماهر فى شرح : رفع الله للمتيم قدرا - شعار الحولية 2018
ما كتبه الدكتور بهاء الدين ماهر فى شرح : رفع الله للمتيم قدرا - شعار الحولية 2018



ما كتبه الدكتور بهاء الدين ماهر فى شرح
 رفع الله للمتيم قدرا - شعار الحولية 2018


*1- رفع الله للمتيم قدراً...*


إن من أهم ركائز التزكية عند القوم على مر الأزمان هو التلقي عن الشيخ المربي..
فقد أشترط ساداتنا الصوفية لكل من أراد سلوك الطريق شيخ يدله عليه، ويرشده إليه، ويضع له العلامات الهادية، ويحذره من المزالق والمهالك التي قد تعترض طريقه..

وكما أن القوم يرون أن المكلف لا يستطيع تزكية نفسه بمجرد قراءة القرآن الكريم والاطلاع على السنة النبوية الشريفة ما لم يكن له شيخ يداوي علل نفسه وأمراض قلبه..

لذا أجمع القوم في الطريق إلى الله تعالى على وجوب اتخاذ الشخص المكلف شيخاً له، يرشده إلى زوال تلك الصفات التي تمنعه من دخول حضرة القدس بقلبه، ليصح حضوره وخشوعه في سائر العبادات؛ فيجب على كل من غلبت عليه الأمراض أن يطلب شيخاً يخرجه من كل ورطة، وإن لم يجده في بلده أو إقليمه، وجب السفر إليه..

فالشيخ المربي هو حجاب الله تعالى، وهو الدليل إليه؛ فمن أوصله الشيخ وصل، وإلا فهو المحروم..

وقد ذكر بعضهم أن من ادعى محبة شيخه وتلطخ بحب غيره فهو كاذب لا يحب شيخه، وكما أنه لا يحب شيخه، فكذلك شيخه لا يحبه، وإذا لم يحبه فالحق تبارك وتعالى كذلك لا يحبه... يتبع..


*2- رفع الله للمتيم قدراً...*


والشيخ المربي هو الوارث الروحي المحمدي ومنبع الفيوضات الرحمانية، وبنظرته النورانية تتوزع الدرجات وتتغير الأمور وتتم الولايات وعلى يده تسير الأمور الظاهرية والباطنية..

ولا يخفى عليه شيء من مجريات الأحداث والأمور، فهو قطب الأرض وخليفة حضرة الرسول الأعظم والحبيب الأكرم صلى الله عليه وسلم..

وهو عارف بالله تعالى، خبير بطرائق تزكية النفوس ووسائل تربيتها..

وهو وحيد زمانه، ومأذون بالإرشاد وقد تناقل هذا الإذن عبر سلسلة كريمة من أهل البيت الطاهرين الكرام رضي الله عنهم أجمعين والمشائخ العارفين بدءاً بقطب الوجود سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لتجديد الرسالة المحمدية وإحياء نهجه وإعلاء كلمة (لا اله إلا الله محمد رسول الله) في كل مكان عبر الأزمان..

وقد قال بعضهم موصياً: التصقوا بأشياخ التربية فهم أولياء الله الدالين إليه، ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون..

فالشيخ المربي هو الولي الأكمل والإنسان الكامل في زمانه الذي والى الله وآمن به واتقاه فلا تحادوا من والى الله..

وجاء في بعض الكتب الإلهية: (من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب)، فالله يغار لأوليائه هؤلاء وينتقم لهم ممن يؤذيهم، ويكرم ويصون ويرفع قدر محبيهم ومن يلوذ بهم، وهم أخص المخاطبين بآية: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} سورة فصلت الآية 31..

فبمحبتهم والتقرب إليهم تحصل البركة والرفعة، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون... 

*3- رفع الله للمتيم قدراً...*


قال سيدي الإمام أبوحامد الغزالي رضي الله عنه في بعض كتبه: (يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة، ليهديه إلى سواء السبيل، فإن سبيل الدين غامض وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة، فمن لم يكن له شيخ يهديه، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة، فمن سلك سبل البوادي المهلكة بغير خفير، فقد خاطر بنفسه وأهلكها، ويكون المستقل بنفسه كالشجرة التي تنبت بنفسها، فإنها تجف على القرب وإن بقيت مدة وأورقت لم تثمر، فمعتصم المريد شيخه فليتمسك به)..

فصحبة الشيخ المربي الموصل إلى الله ما هي إلا صحبة الله إذ ما سواه، والنظر إليه فإنما هو نظر إلى الله إذ لم تبق فيه بقية عليه لغير الله فصار نوراً محضاً من نور الله؛ وفي أشياخ التربية ينطبق قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إنّ لله رجالاً من نظر إليهم سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً)..

وقال بعض الصالحين: إذا عرفت صاحب الوقت وأيقنت أنه صاحب الوقت فإن نظرة واحدة منك إليه تكفيك طوال حياتك..

فإذا كان مجرد النظر إلى الشيخ المربي الوارث المحمدي تسعد الناظر إليه، فإن محبته بل والمبالغة في حبه حد التتيم ترفع قدره في أعلى الدرجات؛ قال سيدي الإمام عبدالوهاب الشعراني رضي الله عنه: (عمدة الأدب مع الشيخ هو المحبة له، فمن لم يبالغ في محبة شيخه؛ بحيث يؤثره على جميع شهواته لا يفلح في الطريق؛ لأن محبة الشيخ إنما هي مرتبة إدمان يترقى المريد منها إلى مرتبة الحق عز وجل، ومن لم يحب الواسطة بينه وبين ربه التي من جملتها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منافق، والمنافق في الدرك الأسفل من النار)... يتبع..




مشاركة المقال
mohamed fares
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم