-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

السبت، 24 فبراير 2018

شرح معنى في يمينيه قوتي ومراسـي بلسانيه عالـم وعـلـيـم

شرح معنى في يمينيه قوتي ومراسـي بلسانيه عالـم وعـلـيـم
شرح معنى في يمينيه قوتي ومراسـي بلسانيه عالـم وعـلـيـم


شرح معنى في يمينيه قوتي ومراسـي بلسانيه عالـم وعـلـيـم


في الكلام والقول


الحمد لله الظاهر في المظاهر والباطن في البواطن ولذا كان لكل ظاهر باطن حتى الأماكن والمواطن فالكلام هو الموضوع بغير صوت ولاحرف فهو باطن القول الذي هو ظاهره بالصوت عند البهائم والطير والهوام والحرف عند البشر والأنام فالقرآن كلام الله وقول رسول كريم الذي كان يأتيه الوحي كصلصلة جرس إذا انفصم عنه وعاه أوعلى صورة رجل يكلمه به كلاما والكلام خفيّ على السامع جليّ للسميع مثل ما أن الروح خفيّة عن المبصر جلية للبصير {لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} وكل من تخلى فتجلى عليه الله بصفاته قد تجلى أي أن كل من تخلى عن الصفات النفسية الظاهرة وتحلى بالصفات الربانية الباطنة عليه الله بأسماء الصفات تجلى فصار سامعا سميعا ومبصرا بصيرا أوكما قال الحق في حديثه القدسي (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به) ونحن على أعتاب شراب الوصل لسيدي فخر الدين رضي الله عنه نقف عند قوله واصفا مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه:

في جناحيه رحمتي ولديـه عوض الوالدين يلقى اللطيم
في يمينيه قوتي ومراسـي بلسانيه عالـم وعـلـيـم

وهذه الأبيات تنم عن جمع المتضادات للموصوف وجمع المتضادات أي الجمال والجلال وهذا ما يتم به الكمال، والجناحان للعزة والذلة (أعزة على الكافرين) (أذلة للمؤمنين) والرحمة صفة بلاغية هي أم للرحمانية والرحيمية فالرحمانية هي الرحمة الممزوجة بعذاب كالعمليات الجراحية لإنقاذ حياة الإنسان، ومنها القسوة على الأبناء لإصلاح اعوجاجهم وتربيتهم وتعليمهم 

وقسا ليزدجروا ومن يك راحما فليقسوا أحيانا على من يرحـم


ولما أراد وصفه بأنه صاحب بصر وبصيرة استخدم أسلوبا غير مباشر للإخبار بذلك فقال في يمينيه، ولكن ما علاقة اليدين بالبصيرة، نقول أن تحديد تلك اليد باليمنى والأخرى باليسرى جاء لأن الإنسان يبصر بوجهه من عينيه فتكون إحدى يدك يمنى والأخرى يسرى ولكن صاحب البصيرة يرى من خلفه كما يرى من أمامه قتكون يسراه يمنى.

ذات لها في نفسها وجهـان للسفل وجه والعــلا للثاني
إن قلت واحـــدة صدقت وإن تقل إثنان حقا إنه إثنان

أماقوله بلسانيه عالم وعليم فشدة تبيين بالمترادفات اللفظية ولكي نقترب من الفهم لابد من معرفة معنى العالم والعليم فبعض الناس يرون أن العليم صيغة للمبالغة في سعة العلم، ولكن العالم هو من انتفت عنه صفة الجهل بالكلية وبدا العلم كأنه غريزة فيه أي أنه صار في كل دروب العلم الظاهر في كل المظاهر، أما العليم فهو الذي يتحدث بباطن العلم وهي الحكمة كما قال صلى الله عليه وسلم (أنا مدينة العلم وعلى بابها) وقال أيضا (أنا دار الحكمة وعلى بابها)، وليس لدينا ما نشرح به مراد الشيخ في أبياته من مناقب مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنهما حينما وصفه في موطن آخر بقوله 

فذانك إبراهيم بيتي ومعبدي ومعدن فضلي وابن أم المعابد 


وذانك إسم إشارة للإثنينية وهنا يقف البيان عاجزا عن التبيين، وصلاة وتسليما لسيد المرسلين.

د. الوسيلة درار





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم