-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

السبت، 24 فبراير 2018

شرح معنى ألا إنما يسرى المريد على يدى مرقعتى فيض ولست بحـائك

شرح معنى ألا إنما يسرى المريد على يدى مرقعتى فيض ولست بحـائك
شرح معنى ألا إنما يسرى المريد على يدى مرقعتى فيض ولست بحـائك


شرح معنى ألا إنما يسرى المريد على يدى مرقعتى فيض ولست بحـائك


الإبتذال فى الإستعمال


قال الحموى لا بأس به فى مطالع القصائد إن تعذر على الناظم أن يركبه تورية فإنه نوع متوسط بالنسبة إلى ما فوقه من أنواع البديع كما قرره مشايخه كالتورية والاستخدام والاستعارة والتشبيه وما قارب ذلك من أنواع البديل وحكى عن ابن جنى أن الأصمعى كان يدفع قول العامة إذا قالوا هذا يجانس هذا، إذا كان من شكله، ويقول ليس بعربى خالص وقال ابن رشيق صاحب العمدة هو من أنواع الفراغ وقلة الفائدة ومما لا يشك فى تكلفه وقد كثر منه هؤلاء الساقة المتعقبون فى نظمهم ونثرهم حتى برد ورك انتهى كلامه، ولم يحتج إليه بكثرة استعماله إلا من قصرت همته عن اختراع المعانى التى هى كالنجوم الزاهرة فى أفق الألفاظ وإذا خلت بيوت الألفاظ من سكان المعانى تنزلت منزلة الأطلال البالية وما أحلى قول الفاضل هنا إنما الدار قبل بالسكان ثم بعد السكان بالجيران فإذا ما الأرواح شردها الحتف فماذا يراد بالأبدان وكان الشيخ صلاح الدين الصفدى يستسمن ورمه ويظنه شحما فيشبع أفكاره منه ويملأ بطون دفاتره ويأتى فيه بتراكيب تخف عندها جلاميد الصخور كقوله غفر الله له:

ونم فى أمان بالحبيب ولا تخف لقائط واش فى لقاء طواشــى

وقوله:

وإنى إذا كان الفراق معانــدى مطالع ناء فى مطال عنـــاء

وقوله فى الراح:

وكم ألبست نفس الفتى بعد نورها مدارع قار فــــى مدار عقار

وقوله:

إذا جرح العشاق قالوا أقمت فى مدار جراح فــى مدارج راح

فإذا كان استخدام المحسن البديعى للحشو فإنه تورم شعرى لا يمت للجماليات بصلة ولكن المحسن البديعى لابد أن يصبغ البيت ببهاء ونضارة وتزيين وترصيع ولننظر إلى قول سيدى فخر الدين رضى الله عنه:

ألا إنما يسرى المريد على يدى مرقعتى فيض ولست بحـائك


فسريان المريد يكون بليل على الطريق إلى الله والطريق مملوء بالعقبات والقواطع فليس فيه أمان، والليل موطن للجلال، وقد استخدم الشيخ (ألا) الإستفتاح فى موطن ختام القصيدة وأبدل السير بالإسراء وشبه الطريق باليد ثم حذف المشبه به على سبيل الإستعارة فتبدل الجلال بالجمال والخوف بالأمان لمريده الذى أسرى به بنور جماله فقلب ظلام الليل نورا وحمل عنه الكلالة فى السير الذى تحول إلى إسراء ثم كانت الرحلة محمولا على يد شيخه فلا تعب ولا نصب فحل الاستهلال فى الختم لينعش الروح فتكون على أهبة الإستعداد لأن كل ختام بداية فى السير إلى الله الذى لا نهاية له وتلك تورية غير مسبوقة، وحل الإبدال وإن لم يتلفظ به للتشجيع والإطمئنان،

 ثم الإستعارة جاءت كياقوتة على جيد قصيده الذى أنهاها بقوله مرقعتى فيض، والمرقعة دائما أبدا خرقة يتميز بها كل شيخ عمن سواه ولكن مرقعة شيخنا فيض من الأنوار والأسرار يلبسها المريد فيتزيا بها وتكتنفه هى فتجعله من الأخفياء، ولكن الثوب يظهر ويزين غير أن الشيخ إنما أراد تورية المعنى بقوله ولست بحائك كما أراد أن يخفى مريده حتى عن نفسه فلا يفتتن فخير الأتقياء الأخفياء.

شيخ أبوه 





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم