-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

السبت، 24 فبراير 2018

شرح ومعنى من كان في هذا المقام يرى معي صديق هذا النور فوق الحاجب

شرح ومعنى من كان في هذا المقام يرى معي صديق هذا النور فوق الحاجب
شرح ومعنى من كان في هذا المقام يرى معي صديق هذا النور فوق الحاجب


شرح ومعنى من كان في هذا المقام يرى معي صديق هذا النور فوق الحاجب 



الحمد لله الذي برأ فصوَّر ثم خلق وقدَّرفتبارك الله أحسن الخالقين والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاة المخلوق في أجمل صورة وأفضل وصف وأجل طبع عليه وعلى آله من الله أجمل صلاة وأكمل تسليم، إن المتأمل في عالم الرسوم والجسوم يجد أن الإنسان حاول أن ينقل للأذهان رسوم ماكان من سابق الزمان وسالف العصر والأوان فحاول أن يشخص على الحوائط ماكان من إنس وحيوان ثم سرح بفكره خارج إمكان المكان فصور الملك والجان بتخيل عقل وشطح جنان وكان التصوير طولا وعرضا ثم ظهر البعد الثالث واستخدام الظلال والألوان،ولكن المتأمل في الصور التي وردت في شراب الوصل يجد تصويرا بل تجسيدا لا للأجسام بل للمراتب والأخلاق والطباع.

ففي قوله: 

من كان في هذا المقام يرى معي صديق هذا النور فوق الحاجب 


وهذا تصوير للمستحيل إذ أن العين لاترى مافوق الحاجب لأن الحاجب للعين هو مستوى النظر ويحجب ما فوق ذلك ولكن الشيخ رضي الله عنه يستخدم الممكن في التعبير عن المستحيل وهو أبلغ من الكناية والاستعارة والتشبيه لأن في هذا الوصف ليس هنا مشبه ولامشبه به ليخفي هذا فتكون استعارته مكنية أو يخفي ذاك فتكون استعارته تصريحية بالرغم من أنه مقام رؤية لارتبة توهم في الأوصاف والأنعات كما أن استخدام الإيحاء في القول قد يكون إشارة يخطئها البعض ويصيبها الآخر ولكن قارئ البيت لايشك مطلقا في أن المقصود بالوصف هو سيدنا أبوبكر الصديق، لأنه ما احتمل قط فراق النبي في الحياة الدنيا حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيته للراحة أو النوم ظل أبو بكر يطوف حول البيت حتى يخرج الحبيب فيكون أول من يلقاه، وفي إحدى الجلسات سأله النبي الكريم ماذا تحب من الدنيا يأبوبكر؟ 

فقال الصديق: أحب من الدنيا ثلاث جلوسي بين يديك وإدامة النظر إليك وإنفاق مالي عليك ولذا صوَّر الشيخ كل هذه المعاني في الشطرة الثانية في عجز البيت بأن سيدنا أبوبكر مازال ملازما للحبيب ليس فقط في حياته الجسدية بل في أعلى المراتب النورانية والأعجب من هذا الشطر الأول الذي جاء على شكل التورية الذي أخبر الشيخ عن وجوده في هذا المقام في قوله يرى معي ولكن القارئ لاينتبه لأنه لم يقل أنا في هذا المقام أرى الصديق مع الحبيب ولكنه شغل القارئ بحسن بيانه والتفاته للمديح لسيدنا أبو بكر أكثر من انشغاله بحال الواصف ووجوده وهي تورية من نوع عجيب ماعرفته البلاغة من قبل ورسم تشبيه ماعرفته ريشة فنان أنظر إلى هذا البيت الذي أراد صاحبه المبالغة في التشبيه حيث يصف فيقول:

دقت فرقت فكأنما خمر بلا قدح أو قدح بلا خمر 


فكلمة كأن فد أفسدت التشبيه بالتجسيد للقدح والخمر مع أن الشاعر قد أراد عكس ذلك ولكن الشيخ في هذا البيت قدرقى فوق البلاغة في خفاء ولم لا وهو القائل والخفاء روادي أن الخفاء يراوده عن نفسه وهو لا يستعصم فهو مراده وتقف البلاغة حائرة وتراود فتاها ولكن إذا أراد البلاغة كان حاله هو حال السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنهم إذا تزينت بالدر قال القائل إنما لبست الدر لتفضحه فما أجمل الوصف وأجل الواصف.

د. الوسيلة درار





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم