-->
إغلاق القائمة
إغلاق القائمة
404
نعتذر فقد تم نقل الموضوع ; الرجاء زيارة الارشيف! الأرشيف

السبت، 24 فبراير 2018

ديوان شراب الوصل : التمكن من الحرف كتابة ولفظا

ديوان شراب الوصل : التمكن من الحرف كتابة ولفظا
ديوان شراب الوصل : التمكن من الحرف كتابة ولفظا


ديوان شراب الوصل : التمكن من الحرف كتابة ولفظا


التمكن من الحرف كتابة ولفظا


قال الجاحظ فى البيان والتبيين: 

ومن أجل الحاجة إلى حسن البيان وإعطاء الحروف حقوقها من الفصاحة رام أبو حذيفة إسقاط الراء من كلامه وإخراجها من حروف منطقه فلم يزل يكابد ذلك ويغالبه ويناضله ويساجله ويتأنى لستره والراحة من هجنته حتى انتظم له ما حاول واتسق له ما أمل ولولا استفاضة هذا الخبر وظهور هذا الحال حتى صار لغرابته مثلا ولظرافته معلما لما استجزنا الاقرار به والتأكيد له ولست أعنى خطبه المحفوظة ورسائله المخلدة لأن ذلك يحتمل الصنعة وإنما عنيت محاجة الخصوم ومناقلة الأكفاء ومفاوضة الإخوان، واللثغة فى الراء تكون بالغين والذال والياء، والغين أقلها قبحا وأوجدها فى كبار الناس وبلغائهم وأشرافهم وعلمائهم وكانت لثغة محمد بن شبيب المتكلم بالغين فإذا حمل على نفسه وقوم لسانه أخرج الراء وقد ذكر ذلك أبو الطروق الضبى فقال:

عليم بابدال الحروف وقامـع لكل خطيب يقلب الحق باطله

وكان واصل بن عطاء قبيح اللثغة شنيعها وكان طويل العنق جدا وفيه قال بشار الأعمى:

مالى أشايع غزالا له عنـق كنقنق الدو إن ولى وان مثلا
عنق الزرافة ما بالى وبالكم أتكفرون رجالا أكفروا رجـلا

فلما هجا واصلا وصوب رأى إبليس فى تقديم النار على الطين وقال الأرض مظلمة والنار مشرقة والنار معبودة مذ كانت النار وكان واصل بن عطاء غزالا وزعم أن جميع المسلمين كفروا بعد وفاة رسول الله، ومن كل ذلك نخلص أن البلغاء يتبعون الحرف لستر عيوبهم فى النطق أو فى العقيدة وقد يقلبون الحق باطلا والباطل حقا سعيا وراء شيطان شعرهم، ولكن الذين آمنوا نجد أنهم ينظمون الحق ليبتهج الشعر بانتسابه إلى نظمهم ويترتب الحرف أدبا مع أوزانهم ولله در الإمام فخر الدين رضى الله عنه إذ يقول:

الحق ما أحبوه منظوما ولست بشاعـــــر


هذا إذا نظم أما إذا مدح نجده رضى الله عنه يقول:

وتالله ما رمت المديح وإنمـــا بدا الحسن غلابا وما اللب حاضر

أما إذا قفى فما سبقه أحد فى قوافيه وتمكنه من الحرف فقد كان مفصل الكلمات وممعنها فإذا استمعت إليه وهو يقول (إن جسمى هنا وقلبى هناك) يوقف سمعك محل جسمه ويأخذ قلبك إلى محل حسه، وإذا نظرت إلى شراب الوصل تجد كل القوافى بل تجد أن الأبجدية كاملة تتراص لتخدم المعانى التى يرمى إلى إثباتها، بل تجد ثلاث قواف فى بعضها والبعض الآخر يختم البيت بحرف الابتداء ولا يعجزه انتهاء.

شيخ أبوه





مشاركة المقال
Unknown
@كاتب المقاله
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع برهانيات كوم .

مقالات متعلقة

إرسال تعليق



Seoplus جميع الحقوق محفوظة ل برهانيات كوم